وضع بايرن ميونيخ الألماني قدما في المباراة النهائية بفوزه الكاسح على ضيفه برشلونة الإسباني 4-0 أول أمس الثلاثاء في ميونيخ، في ذهاب الدور نصف النهائي من منافسة دوري أبطال أوروبا، وقطع خطوة عملاقة نحو بلوغ النهائي... وأمام 68 ألف متفرج اكتظت بهم مدرجات ملعب اليانز ارينا، قدم الفريق البافاري مباراة مميزة من الناحية التكتيكية وتألق في الكرات الثابتة والعالية، مستفيدا من ضعف لياقة الارجنتيني ليونيل ميسي العائد الى برشلونة بعد اصابة وهشاشة هجوم الفريق الكاتالوني، فلقنه درسا لن ينساه لفترة طويلة ووضع قدما في المباراة النهائية للعام الثاني على التوالي والثالثة في السنوات الأربع الأخيرة. وتابع المضيف البافاري سعيه الى ان يكون اول فريق ألماني يتوج بثلاثية الدوري والكأس المحليين وبلقب اوروبي في الموسم ذاته، من اجل ان يمنح مدربه يوب هاينكيس أفضل هدية وداع قبل أن يترك منصبه لمدرب برشلونة السابق جوسيب غوارديولا. ونجح بايرن في الثأر من النادي الكاتالوني، الذي أطاح به من الدور ربع النهائي للمسابقة موسم 2008-2009 حين اكتسحه ذهابا 4-0 في "كامب نو" قبل التعادل إيابا 1-1، فرد له التحية برباعية مماثلة. ودخل بايرن، حامل اللقب اعوام 1974 و1975 و1976 و2001، المباراة وهو لم يخسر سوى مرة واحدة في مواجهاته العشرين السابقة مع الاندية الاسبانية (امام ديبورتيفو لاكورونيا 2-3 في موسم 2002-2003)، كما تفوق على النادي الكاتالوني في مواجهتهما الاوروبية الوحيدة السابقة في دور الاربعة وكانت في كأس الاتحاد الاوروبي موسم 1995-1996 بعد تعادلهما 2-2 ذهابا في ميونيخ ثم فوز ايابا في برشلونة 2-1 في طريقه للفوز باللقب. والتقى الفريقان أيضا في دوري الأبطال موسم 1998-1999 لكن في دور المجموعات حين فاز بايرن بقيادة اوتمار هيتسفيلد على رجال المدرب الهولندي لويس فان غال ذهابا وايابا 1-0 و2-1. من جهته، عانى برشلونة حامل اللقب اعوام 1992 و2006 و2009 و2011، الذي يخوض نصف النهائي للعام السادس على التوالي (رقم قياسي)، هذا الموسم خارج قواعده، حيث خسر في الدور الاول امام سلتيك الاسكتلندي (1-2) وفي ذهاب الدور الثاني امام ميلان الايطالي (0-2 قبل ان يفوز ايابا 4-0)، كما بلغ دور الاربعة دون ان يفوز على باريس سان جرمان الفرنسي (2-2 ذهابا في باريس و1-1 ايابا في برشلونة). وتركزت الأنظار قبل صافرة البداية على تشكيلة برشلونة التي ضمت ميسي افضل لاعب في العالم في الاعوام الأربعة الماضية، والعائد من الراحة بعد اصابة عضلية في فخذه، ليأخذ مكان سيسك فابريغاس الذي جلس على مقاعد البدلاء، كما شهدت خطة المدرب تيتو فيلانوفا إدراج قلب الدفاع الشاب مارك بارترا في ظل اصابة ثنائي الدفاع كارليس بويول والارجنتيني خافيير ماسكيرانو. وكانت الدقائق الأخيرة احتفالية في الملعب، حيث بدأ الجمهور الأحمر يفكر منذ الآن في هوية الفريق الذي سيواجهه في نهائي ويمبلي في 25 ماي المقبل، بين الفائز من مواجهة ريال مدريد الإسباني وبوروسيا دورتموند الألماني.