يستعد المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي لاحتضان لقاء القمة الذي سيجمعه في الأيام القليلة القادمة بوفد رفيع المستوى عن الأكاديمية الفرنسية للعلوم والتكنولوجيا وممثلين عن جامعات فرنسية معروفة، وذلك لضبط آخر التفاصيل الخاصة بإنشاء أكاديمية جزائرية للعلوم والتكنولوجيا والمتوقع أن ترى النور قبل السداسي الأول من العام القادم (2014)، ويجري الكناس مشاورات حثيثة مع إطارات من مختلف الجامعات الجزائرية لوضع القاعدة الأساسية التي سيتم على ضوئها بناء الأكاديمية التي سيعول عليها في بناء الاقتصاد وتطويره كما أنها ستكون الحاضنة الرئيسية لعباقرة الجزائر وأدمغتها بما فيها الأدمغة المهاجرة . ويشير مصدر من المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي "الكناس" إلى الاستعدادات التي يجريها هذا الأخير ميدانيا وتحديدا على مستوى أكبر الجامعات الجزائرية بحيث يقوم خبراء المجلس بمشاورات مع أبرز الباحثين والأساتذة لوضع ورقة طريق وخطة عمل سيتم عرضها ومناقشها مع ممثلي الأكاديمية الفرنسية للعلوم والتكنولوجيا التي تضم في صفوفها أسماء لجزائريين ممن وجدوا المناخ الملائم للإبداع والعمل في المجال التكنولوجي والإبداع العلمي بفرنسا. ويشير المصدر إلى أن الكناس سيشكل حلقة وصل بين الأكاديمية الفرنسية للعلوم والتكنولوجيا والجامعات الجزائرية التي تكون في الأساس صاحبة المبادرة المتعلقة بإنشاء أكاديمية جزائرية للعلوم والتكنولوجيا والتي تعود فكرة إنشائها إلى بداية الألفية وذلك بعد الاتصالات والمشاورات التي دارت بين عدة جامعات جزائرية وفرنسية والمساعي التي قام بها أساتذة مغتربون ومقيمون بالجزائر والرامية إلى تشكيل نواة وقاعدة أساسية لإنشاء الأكاديمية التي تجلب إليها أكبر عدد من الأدمغة المهاجرة. وتدخل هذه الشراكة الجزائرية-الفرنسية في إطار التقرير الذي أعده المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي حول التنمية والاقتصاد والذي أشار في بعض محاوره إلى ضرورة الاعتماد على المعرفة والتكنولوجيا لبناء الاقتصاد ولا يتأتى ذلك إلا من خلال إنشاء هيئة خاصة أو مؤسسة علمية يتم الرجوع إليها والاستفادة من خبرة العاملين بها من أجل تطبيق مختلف السياسات والمخططات وفق نظرة علمية وبالاستعانة بالوسائل التكنولوجية والابتكارات... وقد تم اختيار الأكاديمية الفرنسية للعلوم والتكنولوجيا تم على أساس علاقاتها الوطيدة التي تربطها بالجامعات الجزائرية بالإضافة إلى عدد من الجزائريين الناشطين بها والذين سيتم الاستفادة من خبرتهم لوضع خارطة طريق لإنشاء أكاديمية جزائرية والتي ستكون بمثابة الحاضنة الرئيسية لخبراء الجزائر وعباقرتها المتواجدين حاليا بعدد من البلدان الأوربية ودول الخليج، حيث وجدوا المناخ الملائم لإبراز وتوظيف مكتسباتهم وتطويرها في ظل توفر التحفيز وإمكانيات العمل. للعلم، فقد أعلن مؤخرا رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، السيد محمد الصغير باباس، عن إنشاء أكاديمية جزائرية للعلوم والتكنولوجيا قبل نهاية السداسي الأول من 2014 بمساهمة المجلس، موضحا أن إنشاء الأكاديمية يدخل في إطار استراتيجية الدولة الرامية إلى بناء اقتصاد وطني يقوم على المعرفة ومجتمع المعرفة، مضيفا أن مشروع إنشاء أكاديمية جزائرية للعلوم والتكنولوجيا وفق المعايير الدولية قد استغرق سنتين من العمل والتنسيق المتواصل بين عدة هيئات وجامعات جزائرية وفرنسية.