التصريحات الاستفزازية للأمين العام لحزب الاستقلال المغربي، تؤكد مرة أخرى أنّ الفكر التوسعي متجذر عند هذا الحزب الذي لا تتوقف أطماعه عند حد احتلال إقليم الصحراء الغربية، بل تتجاوزه إلى أطماع داخل التراب الجزائري. وقد أكد هذا الحزب المشارك في التحالف الحكومي بالمغرب أنه بدأ حقا يلعب بالنار، عندما بدأ يحوم حول الوحدة الترابية للجزائر ولو من بعيد، لأن الاقتراب منها أو المساس بها لن يكون له حتى في الأحلام. فالأطماع التي يتشدق بها هذا الحزب المغربي المعروف تاريخيا بأطروحاته التوسعية، هي مجرد سراب بعده سراب، وقادته يعلمون ذلك جيدا، لأن أطماعهم ليست وليدة اليوم وتنم عن نوايا خسيسة مبيتة ضد الجزائر لم تجد من يتصدى لها داخل المغرب، وكأن في الأمر مباركة من جهات نافذة لتصريحات مسؤول حزب الاستقلال. والغريب أن هذه الاستفزازات تأتي عشية اجتماع لجنة المتابعة لاتحاد المغرب العربي في الرباط، فكيف يمكن الحديث عن اندماج اقتصادي وسبل تعاون قوي، وأحد أطراف الاتحاد يخدش فيمالا يسمح بالمساس به، وهو الوحدة الترابية للجزائر. إن الجزائر لن تسمح بمثل هذه الاستفزازات الدنيئة التي تضر بالعلاقات الثنائية بين الجارين أكثر مما تخدمها، كما أنها لم ولن تسمح بالمساومة بوحدتها الترابية التي ضحى من أجلها مليون ونصف المليون شهيد. فالجزائر لم تفرط في أراضيها ووحدتها الترابية بالأمس، ولم تساوم بشأنها لامع الفرنسيين ولا مع الاسبان، واليوم هي أكثر عزما على صون هذه الوحدة الترابية مهما كان الثمن. فليحذر الذين يلعبون بالنار من العواقب التي لم يحسبوا لها حسابا، لأن هذه العدوانية المجانية التي وجدت لها صدى في الأبواق الإعلامية المغربية، هي مجرد فقاعات صابون عمرها لا يتجاوز الثواني، لأنها مجرد مناورات مكشوفة للضغط على الجزائر لمراجعة مواقفها الداعمة لقضية الشعب الصحراوي. فهيهات، أن تعتقد الدوائر المغربية التي تحرك هذه العدوانية، بأن الجزائر تخضع للمساومات التي رفضتها بالأمس في مواجهة أعتى قوة استعمارية للحلف الأطلسي.