أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، السيد محمد العربي ولد خليفة، بأن الجزائروتونس قطعتا أشواطا كبيرة باتجاه بناء شراكة استراتيجية في شتى القطاعات من بين نتائجها الرفع من حجم المبادلات التجارية التي تجاوزت السنة المنصرمة سقف المليار دولار. وخلال المحادثات التي جمعته، أمس الثلاثاء، برئيس المجلس الوطني التأسيسي، السيد مصطفى بن جعفر، عبر السيد ولد خليفة عن أمله في أن تجسد الدورة ال19 للجنة المشتركة الكبرى بين البلدين والمقرر عقدها بتونس "في المستقبل القريب" الأهداف التي سطرها الطرفان والتي سيتم خلالها "اعتماد مقاربة مشتركة للنهوض بالمناطق الحدودية". وشدد رئيس المجلس الشعبي الوطني على حق مواطني البلدين في أن يحظوا من كلا الجانبين بمعاملة جيدة سواء تعلق الأمر بشروط الدخول أو الإقامة أو العمل في البلدين وهو المحور الذي يكتسي "أهمية خاصة" بالنسبة لمؤسسات البلدين وذلك في إطار التشاور المستمر والتنسيق الفعال". كما جدد دعوته للتعاون في مجال النقل الذي من شأنه "دعم حركية التبادل التجاري وتنقل الأشخاص" بين الجهتين. أما في المجال البرلماني، فقد أبرز السيد ولد خليفة "عزم" المجلس على تطوير علاقاته مع نظيره التونسي وهذا "تماشيا مع العلاقات السياسية القوية بين البلدين والتي تشهد حركية نشطة لاسيما في مجال التعاون الأمني". وأضاف في ذات الصدد بأن لقاءه مع السيد بن جعفر يندرج في إطار دعم العلاقات البرلمانية الثنائية بين المجلسين من أجل "التفعيل الدائم للدبلوماسية البرلمانية". من جهته، استقبل الوزير الأول عبد المالك سلال رئيس الجمعية التأسيسية التونسية مصطفى بن جعفر الذي يقوم بزيارة صداقة إلى الجزائر، حسبما جاء في بيان لمصالح الوزير الأول. وشكلت هذه المقابلة -يضيف المصدر- "فرصة لتأكيد طبيعة التعاون والأخوة وكذا العمل على توطيدها". كما كان اللقاء أيضا "مناسبة للتذكير بأن المؤسسات البرلمانية للبلدين تمثل أحد الأطر المميزة للتشاور ولتعميق علاقات التعاون التي تخدم مصلحة الشعبين الصديقين". وكان المسؤول التونسي قد أكد لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي صباح أمس أن للجزائر دور "أساسي" في المنطقة، مبرزا أن الأحداث التي تعيشها المنطقة تدفع إلى التركيز على المجال الأمني بحثا عن الاستقرار. وبعد أن أشار إلى أن "أمن تونس من أمن الجزائر وأمن الجزائر من أمن تونس"، أوضح المسؤول قائلا "كلنا واعون بأن دور الجزائر في المنطقة والإقليم أساسي". وأضاف بأن "مستقبل البلدين مشترك وشراكتهما استراتيجية"، مبرزا عزم الطرفين على "دعمها لما فيه خير الشعبين ولما فيه خير وسلام المنطقة عموما". للتذكير، كان السيد مصطفى بن جعفر قد حل بالجزائر في وقت سابق من نهار أمس في زيارة رسمية تدوم ثلاثة أيام بدعوة من رئيس المجلس الشعبي الوطني.