قدّمت تعاونية “إقبال” للفن الدرامي بعنابة، العرض الشرفي لمسرحية “محمد العربي بن مهيدي، الوجه الآخر”، وتناولت الوجه الآخر لمحمد العربي بن مهيدي الفنان، المسرحي والرياضي، المتعطّش لأغاني الفنانة الراحلة فضيلة دزيرية، بعيدا عن القالب التقليدي لهذه الشخصية التاريخية. فللمخرج كمال رويني نظرة أخرى لهذا البطل وطريقة تعريف جيل ما بعد الاستقلال بإنسانية هذا الشخص، ميولاته وتوجّهاته خلال مرحلة الشباب، وهي فكرة مغايرة للعمل المسرحي بالجزائر، حيث تركّزت أغلب الأعمال حسب الفنان رويني على المحطات التاريخية، الثورة والحرب، دون إعطاء الفنان حقه من حيث عطاؤه الإبداعي، حياته وشخصيته، ليؤكّد في ندوة صحفية عقدت بقاعة العرض للمسرح الجهوي “عز الدين مجوبي”، أنّ شخصية العربي بن مهيدي التي أداها مسرحيا منذ 15 سنة، مازالت حاضرة في داخله، لأنّه عاش وواكب كلّ لحظة مرت على الشهيد العربي بن مهيدي، لكن من زاوية تضحيته لمكافحة الاستعمار الغاشم ومواقفه الجريئة في الثورة، كلّ هذه التفاصيل كان لها تأثير داخلي في مكنونات الفنان كمال رويني الذي أضاف أنّ اختياره لمجموعة من الشباب قصد تجسيد الوجه الآخر لمحمد العربي بن مهيدي، سيضيف جديدا للمسرح الجزائري. والجديد في مسرحية “محمد العربي بن مهيدي، الوجه الآخر”، هو تفاعل الجيل الجديد مع هذه الشخصية التاريخية من حيث إضفاء عصرنة ووجهة مغايرة لأجواء المسرحية، من خلال تأدية أغنية “راب”، تذكر قوّة وتحدي العربي بن مهيدي ومكر الاستعمار الفرنسي الذي أراد أن يضلّل الشعب الجزائري بتمرير ورقة انتحار الشهيد بن مهيدي، كما تقمصت الفنانة منيرة شاحي عدّة شخصيات، منها شخصية المجاهدة جميلة بوحيرد، ثم المرأة الجزائرية القحة بالحايك والملاية، فالمرأة المتمدنة من خلال الزي الفرنسي، لكن داخل هذه الشخصية توجد الثورة والوطن. للإشارة، هذه المسرحية من تأليف علي عبدون، إخراج كمال رويني،وتمثيل منيرة شاحي، ريان زروال ورضوان بوقشابية في دور العربي بن مهيدي، وآخرون.