صنع فريق مولودية وهران فرحة كبيرة أمام الآلاف من محبيه، أول أمس بقاعة قصر الرياضات ”حمو بوتليليس” بتحقيقه صعودا مستحقا إلى القسم الوطني الأول، بعد فوزه في اللقاء ما قبل الأخير من بطولة القسم الوطني الثاني (الجهة الغربية) على جاره الجيل الصاعد لأرزيو بنتيجة (24 /19)، وكان الشوط الأول قد انتهى حمراويا كذلك بفارق ستة أهداف (14 /8). وعُدّ هذا اللقاء من نهائي البطولة، لأنه كان سيحدد هوية البطل بنسبة كبيرة، فضلا على التشويق الذي سيصحبه. فالمولودية كانت متأخرة في لائحة الترتيب عن الجيل بنقطتين (34 نقطة للجيل و32 نقطة للمولودية)، وكان لزاما عليها الفوز بأي ثمن حتى تلتحق بالرزويين في الصدارة، بل وتجاوزه في فارق الأهداف، وكان المطلوب منها تحصيل فارق بأكثر من هدفين، فحققت خمسة، ورغم أن بطولة القسم الوطني الثاني يتبقى منها جولة واحدة، إلا أن اللقاء الأخير ل«الحمراوة” في مدينة البيض أمام المولودية المحلية سهل المنال في رأيهم، بل وتحصيل حاصل ليس إلا، في حين أن جيل أرزيو سيستقبل فريقا قويا في الجولة الأخيرة، ويتعلق الأمر بوداد وادي سلي. وبالنسبة للوهرانيين، فإن الأمر قضي لمصلحتهم وأقاموا الأفراح أول أمس، أمام أنصارهم ورئيسهم يوسف جباري الذي وعدهم بمكافأة مغرية، نظير هذا الإنجاز الذي سيعيد أجواء رياضية زاهية غابت عن قاعة قصر الرياضات لخمس سنوات. ولتحقيق الصعود، احتكمت المولودية الوهرانية لخبرة مدربها مكي الجيلالي، وبعض لاعبيها المحنكين، كطاب سيد أحمد الذي أوكلت له أيضا مهمة مساعدة مكي، مازاري، مسراتي وغيرهم، وكذا لبراعة الحارس عوامر الذي أدى لقاء من الطراز الأول، وساهم بقسط كبير في فوز فريقه، خاصة في الشوط الثاني عندما مر فريقه بفترة فراغ، سمحت لجيل أرزيو بالعودة في النتيجة، فبعدما كان الفارق سبعة أهداف في الدقيقة السابعة من الشوط الثاني، تقلص إلى أربعة أهداف بداية من الدقيقة ال23، غير أن نصائح المدرب مكي الجيلالي أتت أكلها في التقليل من فعالية الرزويين في الهجوم، والنيل من دفاعهم الذي استقبل هدفا أخيرا من مسراتي قبل أربع ثوان عن الختام، كان عنوانا لرفع الفارق إلى خمسة أهداف، وبالتالي الانتصار الوهراني بنتيجة (24 19). ويعود الفضل في ظفر كتيبة مكي للنقطتين الثمينتين، للإقلاع القوي الذي سجلته في الشوط الأول، حيث لم تترك لضيفها الجيل أي متنفس، وضغطت على دفاعه بقوة ومباشرة، بعد أول تعادل بين الطرفين (2/2) في الدقيقة التاسعة، مما سمح لها من تخطي هذا التعادل وتوسيع الفارق مع توالي الدقائق (5 /3) في الدقيقة ال13، (8 /4) في الدقيقة ال15 و(10 /4) في الدقيقة ال15 حتى نهاية هذا الشوط بواقع (14 /8). المدرب مكي الجيلالي الذي سر بهذا الإنجاز، اعتبره مستحقا، وهو من صلب تخطيط وعمل جدي طيلة سنتين، ومن ثم، فالتتويج كان منطقيا بحسبه دون أن يقلل من شأن منافسه الجيل الصاعد لأرزيو الذي شكره على جهوده، وعلى بثه التنافس طيلة أطوارالبطولة، وشكر إدارة الرئيس يوسف جباري على ما قاله، على وقوفها مع الفريق منذ أن وثقت في إمكانيات صعوده في الجولات الأخيرة. أما محمد بن إبراهيم مدرب الجيل الصاعد لأرزيو، فاعتبر صعود فريق مولودية وهران منطقي، نظرا لمستواه الفني الجيد، إلى جانب خبرة لاعبيه التي صنعت الفارق ليس أمام أرزيو فحسب، بل وأمام كل مشكلي القسم الوطني الثاني (الجهة الغربية)، واعدا ببذل تشكيلته للجهود اللازمة قصد استغلال الفرصة الثانية المتبقية لتحقيق الصعود، والمتمثلة في لقاءات السد التي ستجري لاحقا.