أكد القائد العام للكشافة الجزائرية، السيد نور الدين بن براهم، أن الاحتفال باليوم الوطني للكشاف يعد مفخرة للشباب الجزائريين مع تأكيد العرفان بما قدمه شهداء الثورة التحريرية المظفرة من أجل استقلال البلاد. مضيفا أن الهدف من برمجة زيارة للوفد المشارك في المؤتمر الكشفي العربي إلى مقبرة بن عمر بالقبة للترحم، اليوم الاثنين، على روح الشهيد محمد بوراس، هو تعزيز التواصل بين جيل الأمس واليوم. وقال السيد بن براهم، أمس، على هامش اليوم الثاني من المؤتمر العربي الكشفي الذي تحتضنه الجزائر منذ يوم السبت بقصر الأمم، أن عقد المؤتمر يتزامن مع الاحتفالات المخلدة لليوم الوطني للكشاف الذي يصادف ال27 ماي من كل سنة، وكذا الذكرى ال72 لاستشهاد مؤسس الكشافة الإسلامية الجزائرية، الشهيد محمد بوراس، ومئوية المنظمة الكشفية العالمية. مشيرا إلى أن المسعى اليوم يكمن في إبراز القيم التي ناضل من أجلها الشهداء. وأضاف السيد بن براهم أن الجزائر تتشرف بتوفير الجو الديمقراطي للحركة الكشفية العربية من خلال انتخاب لجنتها، في الوقت الذي تعيش فيه المنطقة العربية ظروفا صعبة، مؤكدا أن بلادنا تسعى لترسيخ التعايش العربي ولم الشمل، من خلال جعل هذه الآلية الانتخابية قوية خلال الثلاث سنوات القادمة. وفي سياق حديثه عن أبرز مضامين المؤتمر التي تتركز على تكريس شعار الوطنية والمواطنة الفاعلة من أجل بناء المواطن الصالح، أوضح السيد بن براهم أن مسعى الجزائر يكمن في تركيز الاهتمام على الحياة التربوية والمدنية أكثر من السياسية، من منطلق أن جهود الكشافة تتركز على التربية وتكوين النشء الصالح أمام التحولات العالمية الكبيرة وعصر السرعة وانتشار مختلف وسائل الإعلام والاتصال. وعليه، أشار إلى أن الهدف يكمن بالخصوص في المحافظة على ”البيئة الآمنة اللاعنفية” بالتعاون مع مختلف القطاعات، في وقت يصل فيه عدد الكشفيين في المنطقة العربية إلى 5 ملايين كشاف، مما يستدعي تفويت الفرصة على مرحلة اللااستقرار التي تعيشها المنطقة العربية. وأعطى في هذا الصدد مثالا عن الجزائر التي عاشت عشرية سوداء كانت بمثابة درس للجميع، مما يتوجب على المنطقة العربية التعلم منه، من أجل حماية الشباب من الانزلاق، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال برامج حقيقية ملموسة وهو ما يجعل المؤتمر فرصة لإرساء هذا التوجه الايجابي للشباب وجعله جزءا من هذا الحراك. للإشارة، فإنه تم في اليوم الثاني من المؤتمر التطرق إلى عروض استضافة الأحداث الكشفية العربية والعالمية القادمة، كما هو الشأن للمؤتمر الكشفي العالمي ال40 بسلوفينيا سنة 2014 والذي ينتظر مشاركة 50 ألف شخص فيه، وفي هذا الصدد، أوضح السيد بن براهم أن الجزائر مرشحة لرئاسة اللجنة الكشفية العالمية التي سيتم انتخابها خلال هذا المؤتمر. وتعتبر اللجنة الكشفية العالمية، الهيئة التنفيذية للمنظمة الكشفية العالمية وتتكون من أعضاء يتم انتخابهم من طرف المؤتمر لمدة ستة أعوام. كما تم التطرق إلى المخيم الكشفي العالمي ال23 الذي سينعقد باليابان، حيث ينتظر حضور أكثر من 10 آلاف شخص، مؤتمر التربية الكشفية العالمي الأول المزمع تنظيمه بهونغ كونغ، أنشطة الإقليم العربي للمرشدات المزمع عقده بروما الايطالية شهر جوان القادم، اللقاء ال19 للجوالة العرب بتونس شهر أوت القادم واللقاء ال16 لتبادل الحضارات بسلطنة عمان. في حين تم التطرق أيضا إلى دعم البرلمانيين للمنظمات الكشفية وغير الكشفية في الوقت الذي قل فيه نشاط الكشاف البرلماني بسبب الأوضاع في الوطن العربي.ونظمت أيضا مجموعات عمل وورشات عملية ميدانية تناولت محاور: الشباب والمهارات الحياتية، المسار الاستراتيجي للحركة الكشفية، الدعم الدولي، القيادة الملائمة للقرن ال21 وكذا رسل السلام. من جهة أخرى، أشار القائد العام للكشافة الجزائرية إلى أن الهدف من برمجة زيارة للمخيم الكشفي بغابة الساحل بزموري بولاية بومرداس اليوم الاثنين، هو الخروج من الإطار الكلاسيكي للورشات التي عادة ما تنظم داخل قاعات مغلقة، مضيفا انه سيتم هذه المرة معايشة الحركة الكشفية في الطبيعة بين مختلف الأقاليم الدولية للوقوف عند احتياجات الشباب عن قرب.