صرح رئيس الاتحادية الجزائرية للجيدو مسعود ماتي، أن الجيدو الجزائري لا يشكو نقصا في التقنيين أو الكوادر وإنما هو بحاجة إلى عمل قاعدي كبير مع الفئات الصغرى وإعطاء المزيد من الاهتمام للتكوين. وتحدّث المسؤول الأول عن الفرع في هذا الحوار الذي خص به ”المساء”، عن الرهانات التي تنتظر المنتخب الوطني الأول قبل نهاية الموسم 2012 /2013، أبرزها بطولة العالم حسب الفردي المزمعة برومانيا في الفاتح والثاني من شهر جوان القادم، والألعاب المتوسطية المبرمجة بمدينة مرسين التركية ما بين 20 و30 من الشهر ذاته.
بداية، الفريق الوطني مقبل على المشاركة في ألعاب البحر المتوسط، ماذا عن برنامجه التحضيري؟ تجديد الاتحاديات الرياضية الوطنية لم يتم إلا مؤخرا، وجدنا أنفسنا عند استلامنا مقاليد الهيئة مطالَبين بالتحضير لألعاب البحر المتوسط في أقرب الآجال قبل أن نخوض في أمور تنظيمية أخرى بالاتحادية، كون المنافسة ستقام في شهر جوان القادم، حيث تجري العناصر الوطنية حاليا معسكرا تدريبيا مكثفا بحجم ثماني ساعات في اليوم بقاعة ” دوجو” ببوزريعة تستمر أطواره إلى غاية 31 ماي الجاري، تليها مباشرة المشاركة في البطولة العالمية حسب الفردي المرتقبة برومانيا يومي 1 و2 جوان القادم.
هل سيكتفي الفريق الوطني بهاتين المحطتين قبل التوجه إلى مرسين؟ لا، فالمديرية التقنية بالتنسيق مع الأطقم الفنية بقيادة أحمد موسى، ضبطت برنامجا إعداديا يليق بحجم المنافسة المرتقبة في ألعاب مرسين المتوسطية، حيث سيُجري المنتخب الوطني تربصا أخيرا بالخارج في الفترة ما بين 5 و15 جوان القادم. وفي الحقيقة، نحن بصدد بدراسة العروض والدعوات المقدَّمة... وفي حالة تعذّر تنقّل ”الخضر” لعدم وجود دورات في المستوى فإنهم سيجرون تلك المحطة الأخيرة بأرض الوطن.
وماذا عن التعداد المعنيِّ بهذا الموعد الرياضي؟ في الحقيقة، التشكيلة الوطنية عرفت اعتزال عدد من عناصرها على غرار عمار بن يخلف وحسن عزون.... مما دفع الجهاز التقني إلى تدعيم صفوف ”الخضر” بمصارعين جدد كانوا قد برزوا بامتياز خلال مشاركتهم في البطولة الإفريقية التي جرت بمابوتو الموزمبيقية شهر أفريل الماضي، أمثال جازية حداد وزن (-66 كلغ) ويوسف وهاب وزن (-73 كلغ) وأحمد محمدي وزن (- 66 كلغ).
وما هي الوضعية الحالية للمصارعة صوريا حداد؟ في الحقيقة مستقبلها بين يديها، فهي مصارعة من طينة الكبار، وجودها في التعداد مهم ومرحَّب به... وإذا أرادت الاعتزال فذلك شأنها.
وهل حدّدتم أهداف مشاركتكم في ألعاب مرسين المتوسطية؟ لا ليس بعد، لأننا نود أن تقام تحضيرات الفريق في هدوء واستقرار، وبعدها سنحدد الهدف بمشاركة كل الأطراف... ففي الوقت الحالي يضع الطاقم الفني الروتوشات الأخيرة قبل المشاركة في مونديال حسب الفردي، وذلك بضبط قائمة المصارعين المدعوين للمشاركة في رومانيا، وفي الحقيقة هي نفسها المعنية بالموعد المتوسطي. وعلى العموم، فإن العناصر الوطنية سترمي بكل ثقلها للدفاع عن الألوان الوطنية، خاصة في ألعاب المتوسط التي تُعد فرصة لتجديد الموعد مع التتويجات بالنسبة للتخصص رغم أن المهمة لن تكون سهلة أمام منتخبات ارتقى مستواها إلى العالمية، على غرار تونس ومصر إلى جانب الدول الأوروبية على غرار فرنسا وإسبانيا، إلا أن عناصرنا ستدخل المنافسة بعزيمة الفوز.
وإذا عدنا للحديث عن مشكلة التكوين القاعدي، ماذا يقول ماتي في هذا الشأن؟ في الحقيقة، كما أسلفت، المشكل الجوهري ليس في نقص المؤطرين وإنما تجاهل التكوين القاعدي الذي يمس الطاقات الشبانية والفئات الصغرى... فالاتحادية المنقضية ولايتها لم تركّز جهودها على هذه الفئات التي لو لقيت الاهتمام اللازم لساهمت في النهوض بالجيدو الجزائري، الذي عرف تراجعا رهيبا في السنوات الماضية، لهذا المكتب الفيدرالي الجديد يجب أن يعمل للمستقبل ولا يتسرع بالجري وراء النتائج الفورية.
ما رأيك في المستوى الحالي للمنتخبات الوطنية؟ مستوى الجيدو في الجزائر تراجع نوعا ما، وهذا ينعكس، بطبيعة الحال، على المردود الفني للمصارعين دوليا، لذا فإن أولوياتي تتمثل في إعادة تنظيم ومنح ديناميكية أخرى لهذا التخصص في الرابطات الولائية والأندية الرياضية.
وكيف ترون مستقبل فريقكم في المنافسات المقبلة؟ أريد أن أشير إلى أننا سنسعى في رفع المستوى الذي نظهر به في كل منافسة، ومن ثم فنحن متأكدون بأن النتائج سوف تكون في صالحنا بعد ذلك. وهدفنا الأساس هو التحضير لأولمبياد ريو دي جانيرو 2016، التي تُعد أولى أولوياتنا؛ حيث ستشارك النخبة الوطنية في الموسم القادم في منافسات هامة، تُعد نقاطها مهمة في المشوار المؤدي إلى الاستحقاق الأولمبي القادم.