التقى جمهور الفن الرابع بالمعهد الثقافي الفرنسي بوهران والعرضَ المسرحي الجديد لمحمد يبدري بعنوان “مهرج في المنفى”، وهو من نوع المونولوج، ويُعدّ ثمرة تعاون مشترك بين الممثل يبدري والمسرحي الأمريكي الشهير نوا بريمر. العرض يتناول قصة الفنان المغترب الذي يسافر إلى الخارج بحثا عن آفاق أرحب ليعرّف بفنه، وهناك وراء البحار يظلّ حاملا لثقل؛ كونه منحدرا من دولة عربية تصنَّف دائما وتُنعت بالمتخلّفة، وهذا ما يجعل هذا الممثل يشعر بالدونية والعجز في مواجهة الدولة التي هاجر إليها رغم إيمانه بقوّة موهبته، والتي لم تبدّد مع ذلك مخاوفه من الآخر المختلف، وربما الأقوى، حسب اعتقاده. ويجسّد بطل الشخصية التمثيلية “المهرج باس” هذه المغامرة، ويقرّر الهجرة حاملا حقيبته، مصحوبا بكلبه ودجاجته في مسيرة لإظهار موهبته الفنية في الولاياتالمتحدة، وهو يحمل بداخله إحساسا بالدونية؛ كونه من دولة أقل شأنا من “الغرب القوي”، لكن هذه الرحلة والتجربة تمكّنه من اكتساب الثقة في النفس والتعايش مع ذلك الاختلاف بينه وبين الآخر، ومنه يسترجع ثقته واعتزازه بوطنيته وانتمائه ويتجاوز تلك النظرة السلبية تجاه ذاته. هي قصة المثقف والفنان في دول الغرب التي يرويها محمد يبدري في قفزة نوعية تخرجنا عما ألفناه من أعمال لدى هذا المسرحي المتميز، الذي استطاع أن يقدّم شيئا مغايرا يفاجئ به جمهوره كلّ مرة. للإشارة، فإنّ مونولوج “مهرج في المنفى” هو أحدث عمل للمسرحي محمد يبدري، وسبق له أن قام بجولة فنية في 19 من شهر ماي المنصرف، قادته نحو مدينة مينيابوليسالأمريكية، ويوم 24 من ماي الماضي بالمركز الثقافي الجزائري بباريس، ثم الجزائر العاصمة، وبعد وهران سينتقل محمد يبدري في 10 من الشهر الجاري إلى ولاية تلمسان، وفي 12 من الشهر الجاري سيكون بولاية قسنطينة. وبالإضافة إلى مونولوج “مهرج في المنفى” ستقدم التعاونية المسرحية “دراجة” التي يترأسها يبدري، مسرحية تحمل عنوان “غنيّ وشهم” يوم الثلاثاء 11 جوان الجاري على الساعة الثالثة زوالا بقاعة العروض بالمعهد الفرنسي بوهران.