جاءت نتائج الجمعية العامة الاستثنائية لمساهمي الشركة الرياضية ذات الأسهم لمولودية وهران، التي انعقدت أول أمس ب ”فندق الموحدين”، وفق طموح رئيس النادي الهاوي يوسف جباري، الذي قفز إلى رئاسة مجلس إدارة الفريق مكان العربي عبد الإله، الذي استقال من منصبه فاسحا المجال لغريمه، واكتفى بالقول لتبرير قراره وكالعادة؛ ”مراعاةً لمصلحة مولودية وهران في هذا الظرف بالذات”. ومادام عبد الإله تنحّى عن الرئاسة وعيَّنه جباري نائبا له في التسيير الجديد، كان لا بد من تنحية ذراعه اليمنى المدير العام للشركة حسان كلايجي وتعيين بديل عنه لايكون مساهما لا عضوا في مجلس الإدارة، وفق نظرتهم وفهمهم للقوانين المسيّرة للشركة، والتي يستعرضونها كلما أرادوا ”حقا” لهم. كما انبرى جباري عقب الاجتماع يبرر ويوضح هذا القرار الثاني التي تمخّض عنه اجتماع أول أمس، وكذا حول تشكيل مجلس إدارة جديد من بعض الوجوه المعروفة كجباري نفسه، عبد الإله وأحمد بلحاج المعروف ب ”بابا” فرطاس، كما أطال الكلام في خضمّ تدخّله أمام الصحفيين الحاضرين، حول ما سماه ضرورة تجنيد ”الحمراوة” ورصّ صفوفهم لأجل إعادة الاعتبار للمولودية.
مدرب كبير وأربعة لاعبين في المفكرة ولتحقيق ذلك في الموسم الجديد نصب المساهمون لجنة خاصة بالانتدابات، تتكون من ثلاثة أعضاء لا يحق لأيٍّ كان الطعن في عملها أو التدخل في صلاحياتها، وهؤلاء الأعضاء هم العربي عبد الإله، بلحاج أحمد المعروف ب«بابا” والحبيب ميمون، وهذه اللجنة هي التي ستنتدب اللاعبين الجدد من الآن فصاعدا وفق احتياجات الفريق، وتتفق معهم على أن أمر التوقيع لهم يعود لرئيس مجلس الإدارة وحده، كما وافق المجتمعون على الاستقدامات التي قام بها العربي عبد الإله لما كان في منصب المسؤول الأول عن المولودية، والتي شملت خمسة لاعبين، وهم الحارس بلعربي (ت. مستغانم) ،مختار (إ. العاصمة)، عبد اللي (إ. بلعباس)، نايت سليماني(و. تسيمسيلت) وزحزوح (أ. المدية). وقد كشف جباري على أن التحاق لاعب جمعية أولمبي الشلف نساخ شمس الدين ب ”الحمراوة” مسألة وقت فقط بعدما وافق رئيسه عبد الكريم مدوار على تسريحه لفائدة المولودية. كما توجد أسماء أخرى في مجهر المسيّرين، ويتعلق الأمر بتشيكو (ش. الساورة)، طويل (و. سطيف) وشاوتي (و. تلمسان). أما بشأن العارضة الفنية فألح على قيادتها من قبل مدرب كبير، وضرب موعدا اليوم (السبت) للإفصاح عن اسمه، وقد ذهبت التخمينات إلى المدرب الوطني السابق إيغيل مزيان، الذي سبق له وأن تفاوض مع جباري في وقت سابق من شهر جوان الجاري. ولضمان استقرار الفريق دعا جباري إلى ضم اللاعبين القدامى والسابقين إلى الطواقم الفنية للأصناف العمرية، كما أكد على نية الإدارة الجديدة في توظيف خدمات مدير فني، وكانت أخبار تحدثت عن رغبة المسيّرين في رؤية المدرب السابق للفريق جمال بن شاذلي، في هذا المنصب.
التقرير المالي جاهز ومجيئ نفطال مسألة وقت وانتقل بعدها جباري ليتحدث عن مناقشة مساهمي الشركة للوضعية المالية للفريق، والتي قال عنها بأنها كانت صعبة بالنظر إلى ضعف يد الإدارة السابقة، وهو ما يحتّم على الجميع بحسبه - وضع اليد في اليد للخروج بالفريق إلى بر الآمان، وخصوصا تهيئة الأجواء لمجيئ نفطال للاستثمار في شركة الفريق. وعن هذه النقطة بالذات طمأن جباري الحضور بأن ترسيم عودة المؤسسة البترولية هو مسألة وقت فقط، ”فالعائق الذي قيل عنه الكثير حول عدم وجود التقرير المالي للرئيس السابق الطيب محياوي، لا أساس له من الصحة، فهذا التقرير بين أيدينا، ووافق عليه المساهمون، ومن ثم لا يوجد ما يمنع نفطال من تجسيد رغبتها في شراء غالبية أسهم الشركة”، يقول جباري.
جباري سيعترض على التسريح غير أن هذا الخروج قد يطول ويحمل مفاجآت غير سارة، مع كارثية الأمور الخاصة باللاعبين، حيث إن الأصداء الواردة من العاصمة، وتحديدا من لجنة فض النزاعات التابعة للرابطة الوطنية المحترفة، تتحدث عن نزيف كبير سيلحق تعداد المولودية، بعزم اللجنة المعنية على تسريح ما لا يقل عن 15 لاعبا كانوا أودعوا شكاوي لديها، وأوّلهم عواج سيد أحمد، الذي تلقّى تسريحه الآلي وانضم لفريق شبيبة القبائل لموسمين، والأكثر أنه سيحصل على مستحقاته المقدَّرة ب 640 مليون سنتيم، تتمثل في أجور سبعة أشهر، ونفس الشيء بالنسبة لسليم بومشرة، الذي يود الالتحاق باتحاد الحراش، ونفس الشيء بالنسبة لمتوسط الميدان سباح زين العابدين، والمهاجم الشاب هشام شريف (أهلي برج بوعريرج)، وفي المحصلة فإن إدارة جباري ستكون مجبَرة على تسديد مستحقات هؤلاء اللاعبين وكل الدين الذي على عاتقها، والمقدَّر بأكثر من أربعة ملايير سنتيم وإلا ستحرَم من عملية الاستقدامات في هذه الصائفة، لكن العائد لرئاسة مجلس الإدارة كشف بأن إدارته ستتحرك عاجلا للاعتراض على قرار لجنة فض النزاعات بخصوص تسريحها لعواج والآخرين لديها والمحكمة الرياضية. لكن الأكيد بأن مسلسل ”الحمراوة” لم ينته بعد، وعلينا انتظار فصول أخرى في خضمّ تضارب مصالح الفرقاء الحمراويين، والفهم الخاص لكل تكتّل للقوانين والنصوص المسيّرة للشركة، ومن بينها التحديد الدقيق لاجتماع ”فندق الموحدين” أول أمس، هل هو جمعية عامة عادية أم انتخابية أم استثنائية؟ وماذا سينجر بعد ذلك عن كل واحدة منهم؟