لم يترك انسحاب المهاجم بغداد بونجاح من تعداد اتحاد الحراش أي ندم أو حسرة لدى أنصاره، بل حتى فيما يتعلق بمدربه بوعلام شارف ورئيسه محمد العايب، لأن العقلية السائدة في النادي أن أي لاعب يمكن استخلافه داخل الفريق، ويستمر هذا الحال منذ عدة سنوات بالرغم من أن بونجاح كان لاعبا أساسيا من الدرجة الأولى وكسب احترام الأنصار، بعد الدور الكبير الذي لعبه في الفريق منذ قدومه إلى الحراش، حيث كان أحد هدافيه الأساسيين واجتهد كثيرا للرفع من مستوى التشكيلة . غير أن ذهاب بونجاح من اتحاد الحراش يعود إلى عدة اعتبارات يراها المسيرون والطاقم الفني منطقية، بما أن تحويلات أكبر اللاعبين يحدث في أي ناد وهي مرتبطة بالدرجة الأولى بالجانب المالي، فقد كانت إدارة اتحاد الحراش تدرك مسبقا أن تسريح بونجاح يدر عليها أرباحا مالية معتبرة تمكنها من تغطية العجز الحاصل في هذا الجانب، لا سيما وأن المسيرون لا زالوا في مرحلة تفاوض مع اللاعبين الأساسيين للفريق، وقد بلغ بهم الأمر إلى حد تسريح لاعبين اثنين من الفريق الأساسي وهما دمو وطواهري، الذين تجاوزت مطالبهما لتجديد العقد السقف المالي الذي حدده النادي قبل بدء المفاوضات مع لاعبي الفريق .أما الجانب الثاني الذي له علاقة بعدم تردد النادي في تسريح بونجاح، فهو نابع من الطرح القائم في الوسط الرياضي الحراشي والمبني على فكرة واضحة وهي : إن أي لاعب في الحراش مهما بلغ مستواه الفني يمكن استخلافه، كون هذه السياسة ترمي بالدرجة الأولى إلى خلق التنافس بين اللاعبين الشبان من أجل إعطائهم فرص البروز مع فريق الأكابر، وقد أعطى هذا الخيار نتائج جيدة استفاد منها الفريق الذي خضع دوما لسياسة التشبيب مع ممر المواسم الرياضية . يحيى عامر خليفة بونجاح وقد بدأت الأوساط الرياضية للنادي الحراشي تتحدث بقوة عن عنصرين اثنين استقدمهما المسيرون والطاقم الفني في هذه الصائفة، الأول من معسكر لم يشع اسمه بعد، ويتردد بشأنه أنه عنصر موهوب يجيد اللعب الهجومي، في حين أن العنصر الثاني هو المهاجم الشاب يحيى عامر القادم من جمعية وهران، وكلاهما نجحا بسهولة في سلسلة الاختبارات التي يطبقها المدرب شارف مع مجموعة كبيرة من الشباب، يوجد من بينها ثلاث لاعبين من فئة الآمال للنادي وهم حراق وبوسباسي وبوختالة المرتقب دمجهم ضمن فئة الأكابر، حيث يشكل هؤلاء اللاعبين في المستقبل الخزان الحقيقي الذي يمكن من خلاله تموين فريق الأكابر، وهذا ما سمح للنادي الحراشي بالتخلص تدريجيا من سياسة النجومية التي لم تر النجاح حتى لدى الأندية المعروفة بصحتها المالية الجيدة . ويعتزم مدرب اتحاد الحراش بوعلام شارف ومساعديه في العارضة الفنية بشوش وبن عمر إنهاء عملية انتقاء اللاعبين الجدد في نهاية الأسبوع الجاري، لا سيما وأن موعد انطلاق التربص بعين تيموشنت اقترب، حيث يترقب تنقل الفريق نحو هذه المنطقة في الأيام القليلة القادمة، حسب البرنامج المسطر من طرف إدارة النادي والطاقم الفني .