قمعت قوات الاحتلال المغربي بمدينة العيون المحتلة بشتى أساليب العنف، مظاهرة سلمية شارك فيها مئات المتظاهرين الصحراويين للمطالبة بحق تقرير المصير واستقلال الصحراء الغربية. واحتشد المتظاهرون بشارع مكة وشارع السمارة بمدينة العيون؛ استجابةً لنداء تنسيقية الفعاليات الحقوقية الصحراوية، رافعين شعارات منددة بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف قوات الأمن المغربية ومطالِبة بحق تقرير المصير والاستقلال. وتدخلت قوات الأمن المغربية بعنف وأشبعت المتظاهرين السلميين ضربا مبرحا، وكان من بينهم نشطاء حقوقيون أمثال بشري بن طالب رئيس الجمعية الصحراوية لحماية الثقافة والتراث، ولحسن دليل عضو لجنة حماية الثروات الطبيعية إضافة إلى سيد أحمد مسكة رئيس المنظمة غير الحكومية البريطانية "عدالة". وأكدت هذه الأخيرة أن رئيسها أصيب بجروح بليغة على مستوى الظهر والرجلين، نُقل على إثرها إلى مستشفى المدينة. وقالت إن "الاعتداء يندرج في إطار القمع الذي تمارسه السلطات المغربية لمنع حق التظاهر السلمي وفرض سياسة الأمر الواقع على الصحراويين والمدافعين عن حقوق الإنسان". وبعد أن أدانت هذا التدخل "الوحشي" أعربت منظمة "عدالة" عن تضامنها مع رئيسها وكل ضحايا الاحتلال المغربي؛ من خلال إدانتها للعنف الممارَس يوميا ضد المواطنين الصحراويين والمدافعين عن حقوق الإنسان. ودعت كل المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان والنقابات والجمعيات السياسية، إلى تقديم الدعم والمساعدة للمناضلين الصحراويين المدافعين عن حقوق الإنسان. كما دعت إلى توسيع صلاحيات بعثة "مينورسو" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة لحماية الصحراويين ضد أي شكل من أشكال التجاوزات، ووضع حد لسياسة اللاعقاب التي يتحصن وراءها أعوان الأجهزة القمعية المغربية رغم ثبوت ضلوعهم في أعمال العنف ضد الشعب الصحراوي. وتزامن ذلك مع عرض شارل تانوك مقرر البرلمان الأوربي، لمضمون تقريره الذي خصصه لوضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ومنطقة الساحل أمام البرلمان الأوروبي. وأكد محمد سيداتي الوزير الصحراوي المنتدب لدى الاتحاد الأوروبي أمام لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان الأوروبي، أن الأغلبية الساحقة للنواب الأوربيين أعربت عن تأييدها للتقرير الذي وصفه عدد من الأعضاء ب "الراهن والمفصَّل والموضوعي". وأشار التقرير إلى "الانشغال" الكبير بخصوص الانتهاكات "المتكررة" لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة بطريقة غير قانونية من طرف المغرب، والتي تَطرق لها التقرير بإسهاب، وهو ما دفع بتجمّع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان "كوديسا"، إلى دعوة المجتمع الدولي إلى "ضرورة إيجاد حل سريع لقضية الصحراء الغربية، من خلال تنظيم "استفتاء عادل ونزيه يحترم إرادة الشعب الصحراوي في تقرير المصير". وجاءت هذه الدعوة بمناسبة اللقاء الذي جمع أعضاء المكتب التنفيذي للتجمع مع وفد مجموعة الاشتراكيين الديمقراطيين الأوروبيين بالبرلمان الأوروبي، وتمحور حول "الوضعية المزرية لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية". وأمام استمرار انتهاكات حقوق الإنسان المغربية ناشدت رابطة حماية السجناء الصحراويين بالمعتقلات المغربية، كل الجمعيات والمنظمات والهيئات المعنية بحقوق الإنسان، الضغط على الدولة المغربية من أجل حملها على احترام حقوق السجناء. وجاءت دعوة الرابطة إثر دخول المعتقل السياسي الصحراوي الشيخ أميدان المعتقل بسجن آيت ملول، في إضراب إنذاري عن الطعام لمدة 48 ساعة منذ الخميس الماضي.