أشرف أمس الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني اللواء محمد الأمين زناخري، على حفل تخرّج الدفعة ال26 للطلبة الضباط العاملين، ودفعة الأخصائيين في العلوم الطبية، ودفعة الطلبة ضباط الصف المتعاقدين الممرضين بالمدرسة الوطنية للصحة العسكرية. وتضمنت هذه الدفعات المتخرجة إطارات طبية وشبه طبية من ثمانية بلدان عربية وإفريقية. وبالمناسبة، ذكّر قائد المدرسة الوطنية للصحة العسكرية العميد إبراهيم سنوسي بريكسي، بالدور الذي تلعبه هذه المدرسة عبر مختلف أنواع التكوين الذي تضمّنه للطلبة الملتحقين بها، وحث المتخرجين على أن يكونوا خير سفراء للمدرسة في ممارستهم الميدانية لمهنتهم النبيلة.وعرف حفل التخرج، كما تقتضيه المراسم العسكرية، تفتيش الدفعات المتخرجة من طرف الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، وأداء القسم بعد إلقاء قائد المدرسة لكلمة ترحيبية، ثم تم تقليد الرتب وتسليم الشهادات وكذا ميداليات خمسينية الاستقلال المسداة من طرف رئيس الجمهورية للطلبة المتفوقين في مختلف التخصصات. وبعدها تم تسليم واستلام العلم وتسمية الدفعة المتخرجة باسم الشهيدة "مريم عبد العزيز"، إذ سمحت النبذة المقدَّمة عنها بالتعرف على بطولاتها رغم أنها استشهدت وهي لم تتجاوز العشرين سنة.فمريم بنت العاصمة وبنت الجزائر الصامدة في وجه الاحتلال الفرنسي، التي وُلدت في جويلية 1937، عرفت مسارا حافلا بالأحداث رغم مفارقتها المبكرة للحياة. فبعد أن غادرت مقاعد الدراسة لفقر عائلتها عند مستوى الابتدائي، تحصلت على شهادة إتقان استعمال الآلة الراقنة، ثم التحقت بعيادة الصليب الأحمر بالمدنية، فمستشفى عيسات إيدير، ثم انتقلت للعمل كممرضة في مستشفى مصطفى باشا حاليا، وأخيرا مستشفى القطّار.وتشير النبذة المقدمة إلى أن مريم عبد العزيز بدأت نشاطها الثوري بكتابة وثائق خاصة بالثورة، إضافة إلى الإمداد بالمؤونة في العاصمة، ثم التحقت بصفوف جيش التحرير الوطني في جانفي 1956، وتوجهت إلى الناحية العسكرية الأولى من الولاية الأولى وكُلفت بمنطقة المسيلة. وإلى جانب مهام التمريض شاركت في العمليات العسكرية، واستشهدت متأثرة بجروحها في 15 مارس 1957، وذلك إثر اشتباك مع الجيش الفرنسي في دوار بوحمادو بمنطقة الحضنة. وكُرمت أسرة الشهيدة بالمناسبة من طرف الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني. واختُتم حفل التخرج باستعراض عسكري للدفعات المتخرجة على وقع الموسيقى العسكرية وزغاريد عائلات الطلبة.