تخرجت بالمدرسة الوطنية للصحة العسكرية بعين النعجة أمس الدفعة ال25 للطلبة الضباط العاملين، والدفعة المتكونة من الأخصائيين في العلوم الطبية ودفعة الطلبة ضباط الصف المتعاقدين الممرضين، وقد حملت اسم الشهيد باهرة محمد بن عبد الله الذي استشهد بجبال بوزقزة بالاخضرية في جويلية من سنة 1958. اشرف على تخرج هذه الدفعات الثلاث الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني اللواء زناخري محمد، بحضور قائد المدرسة الوطنية للصحة العسكرية العميد بريكسي سنوسي إبراهيم، والعديد من الألوية والعمداء. وقد ألقى بمناسبة تخرج هذه الدفعات التي تزامن هذه السنة والذكرى 50 سنة لاستقلال الجزائر، قائد المدرسة العسكرية العميد بريكسي كلمة، أشاد من خلالها بالمجهودات التي بذلها الطلبة الضباط المتخرجون، الذين استفادوا كما قال من تكوين مؤهل، معلنا عن مشروع لتحيين وتحسين مختلف التكوينات التي يتلقاها الطلبة في هذه المدرسة. وأشار في سياق متصل إلى مختلف التكوينات التي تقدمها المدرسة الوطنية للصحة العسكرية، كالتكوين التدريجي في الفروع الطبية (الطب العام، صيدلة وجراحة الأسنان) لفئة الطلبة العاملين، وتكوين ما بعد التدرج في نفس الفروع، وفي فروع علوم البيطرة لفئة الضباط المتربصين، وكذا التكوين شبه الطبي لفئة ضباط الصف المتعاقدين. وأضاف في هذا الصدد بان المدرسة تفتح سنويا مناصب بيداغوجية لفائدة العسكريين المتربصين الأجانب من البلدان الصديقة والشقيقة، للتكوين في العلوم الطبية في جميع المستويات منها التكوين الطبي، والطبي التخصصي وشبه الطبي. ذكر العميد بريكسي بمجالات تخصص الطلبة المتخرجين في العلوم الطبية، منها الطب الاستعجالي، طب الطيران، طب أمراض السكري، جراحة الأسنان، الصيدلة، كل هذه التكوينات يستفيد منها الطلبة الجزائريون والأجانب. وبعد تأدية القسم من قبل الطلبة الضباط المتخرجين، تم تكريم 11 من المتفوقين منهم، ومن بينهم طالب من جنسية مالية، بميداليات المسداة من طرف رئيس الجمهورية، كما سلمت لهم شهادات التخرج في التخصصات التي تكونوا فيها منها علم السموميات وجراحة فك الأسنان.. وتحصلوا كذلك على تذكار المدرسة، بالإضافة إلى ذلك تم تقليد برتب. وقد تم في الختام تكريم عائلة الشهيد باهرة محمد بن عبد الله من قبل الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، الذي حملت الدفعة ال25 المتخرجة اسمه. نبذة عن حياة الشهيد باهرة بن عبد الله ولد الشهيد باهرة محمد بن عبد الله بالقرارة بولاية غرداية سنة 1931، دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية، ولما أنهى دراسته فيها، أخذه شقيقه أمحمد إلى الجزائر العاصمة، ليواصل دراسته الثانوية ثم الجامعية، واستقر مع أخيه في ناحية «بوفريزي». تحصل الشهيد على شهادة البكالوريا، ودخل الجامعة ليواصل دراسته في اختصاص صيدلة، وعندما اندلعت الثورة التحريرية المظفرة، لبى النداء، والتحق بجيش التحرير الوطني رفقة أخيه أمحمد، وكل من الشهيد سبع عبد القادر وجغط الكربيش، حيث كان يعمل كممرض برتبة مساعد في العيادة العسكرية. استمر في عمله الثوري إلى ان استشهد في جبال بوزقزة في نواحي الاخضرية وذلك في 17 جويلية 1958، وقد عثر على جثمانه ومعه قلم ووصفة طبية، وسن (ضرس) معلق على صدره، حيث ما تزال بعض أغراضه محفوظة لدى أهله