مدلسي يؤكد أن إفريقيا تتوفر على إمكانيات أفضل لمعالجة الأزمات أكد وزير الشؤون الخارجية، السيد مراد مدلسي، مساء أول أمس، بالجزائر العاصمة، أن إفريقيا تتوفر على إمكانيات أفضل لمعالجة الأزمات بفضل الآلية الجديدة التي أنشأها الاتحاد الإفريقي مؤخرا. مشيرا إلى أن ”اللقاء الأخير للاتحاد الإفريقي بأديس أبابا قد كان مناسبة لإنشاء آلية افريقية جديدة” للرد والتدخل خلال الأزمات. وأوضح السيد مدلسي في ندوة صحافية، نشطها عقب الاجتماع الوزاري لمجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، أن ”هذه الآلية ستسمح من الآن فصاعدا بإيجاد الأجوبة قبل وأثناء وبعد الأزمة، من خلال تجنيد الإمكانيات الدبلوماسية وتجسيد وسائل التدخل السريع وتدخل شامل خلال مرحلة ما بعد النزاع”. إلا أنه أوضح بأن ”مسعى الاتحاد الإفريقي الذي يتضمن تطورات جديدة في معالجة الأزمات قابل للتحسين مع مرور الوقت”. كما أشار إلى أن المصالحة الوطنية تبقى ”ضرورة لا مناص منها” و«مسعى حاسم” للتسيير الجيد للأزمات في إفريقيا. معربا عن ارتياحه للتوافق ”الواضح” الذي توصل إليه المشاركون في الاجتماع بخصوص ضرورة مواصلة الجهود ”الهامة” التي بذلها الاتحاد الإفريقي من أجل تحسين القدرات لتسوية سريعة للازمات في إفريقيا. وأضاف السيد مدلسي أن ”هذه التسوية ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل أزمة من أجل تسيير شامل لمرحلة ما بعد النزاعات بغية السماح للبلدان المعنية بأن تطوي نهائيا الصفحة والمضي قدما نحو تعزيز السلم والتنمية المستدامة”. وأكد في هذا الصدد على أنه ”بفضل إرادة سياسية ومشاركة واسعة وانضمام المواطنين يمكن لمسار المصالحة الوطنية أن يمضي قدما”. وفي معرض تطرقه للبيان الختامي للاجتماع الوزاري بالجزائر العاصمة، أوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن هذا البيان قد أبرز ”ضرورة إيجاد مقاربة شاملة وإنشاء آليات لتجسيد ومتابعة ناجعة من أجل ترسيخ مسار الوئام في المجتمع”. كما أكد البيان على تعزيز ”بعد المصالحة الوطنية” وتعزيز ”تجذرها في ثقافة السلم التي تشكل عنصرا جوهريا وضروريا”. أما فيما يخص المصالحة الوطنية ”التي كرست كخيار سيد للغالبية الساحقة من الشعب الجزائري من خلال استفتاء 29 سبتمبر 2005”، فقد أوضح السيد مدلسي أن هذه المصالحة التي سمحت للشعب الجزائري بالتوحد في مواجهة الخطر ”ليست فقط مجرد مسار وإنما أصبحت ثقافة في الجزائر”. وأبرز في هذا الخصوص أن نجاح المصالحة ”مرتبط بالإرادة السياسية القوية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وفي نفس الوقت بمشاركة المواطنين في هذا المسعى الذي عزز السلم والأمن والاستقرار وعمق المسار الديمقراطي وباشر برامج طموحة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية”. من جانبه، أكد مفوض السلم والأمن للاتحاد الإفريقي رمطان لعمامرة أن هذه الآلية تعد ”جهازا متكاملا سيسمح بالكشف المبكر عن بذور الأزمات” والتي تضاف إلى آلية التقييم من قبل النظراء للاتحاد الإفريقي التي أقرتها بشكل طوعي 32 دولة افريقية. وذكر في هذا الخصوص بأن ”مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي قد قام بإعداد عمل وقائي من الأزمات بفضل تعاون جميع البلدان الأعضاء والمنظمات الإقليمية”. وأضاف السيد لعمامرة أن مجلس الأمن الدولي يستلهم من اللوائح التي صادق عليها الاتحاد الإفريقي في تسيير النزاعات في القارة. وقد توجت أشغال الاجتماع الذي خصص لموضوع ”المصالحة الوطنية عامل حاسم للسلم والاستقرار والتنمية المستدامة في إفريقيا” بالمصادقة على بيان ختامي أكد على أن ثقافة المصالحة الوطنية تسهم في إثراء القيم الإفريقية المشتركة والتكفل بتحدي تسيير واحترام التنوع لجعله محور الانسجام الاجتماعي.