أبى المركز الثقافي الإيطالي بالجزائر إلا أن يشارك في الاحتفالات بمرور المئوية الثانية لميلاد الموسيقار الكبير جوزيبي فردي (1813-2013)، حيث سينظم معرضا كبيرا حول الفنان ومسيرته الثرية. يضم هذا المعرض الذي يحتضنه قصر الثقافة من 13 إلى 19 جويلية الجاري، أجمل وأثمن الرسوم التصويرية، الديكور والأزياء التي صممها أحسن المبدعين الإيطاليين، مثل بيارلويجي بيزي، أنتونيو غيسلانزوني، فرانكو زيفيريلي ولوتشينو فيسكونتي، كما سيتم من خلاله تناول مسار الأوبرا ببصمة فردي، صاحب أجمل الأوبرات ومصمم أكثر الشخصيات تأثيرا في هذا العالم الجميل، مثل عايدة ودون كارلوس، فاستاف، نابوكو، أتيلو وريجوليتو. وسيتمكن زائر المعرض الذي ينظمه المركز الثقافي الإيطالي ومصلحة الأرشيف التاريخي لمسرح أوبرا روما، بالتعاون مع وزارة الثقافة الجزائرية، من السباحة في عالم سحري وواقعي في آن واحد، يجسد أبجديات الأوبرا، حيث وصل فردي إلى أقصى درجات إبداعه، سواء من ناحية النوتات أو حتى في الأزياء والديكور. بالمقابل، تعرف إيطاليا طيلة هذه السنة، احتفالات مهمة بهذه المناسبة، إذ ستنظم العديد من النشاطات الفنية، مثل تقديم أوبرات عديدة، جلسات ثقافية وملتقيات حول الشخصية ومسيرتها الفنية، علاوة على معارض متنوعة. للإشارة، جوزيبي فردي من مواليد عام 1813، توفي عام 1901، هو موسيقي ومؤلف إيطالي، ألّف العديد من الأوبرا أهمها؛ “عايدة” التي صممها بطلب من الخديوي إسماعيل لحفل افتتاح قناة السويس، إلى جانب “عطيل”، “ريغوليتو”، “الصلوات المسائية الصقلية”، “الحفل المقنع” و«دون كارلوس”، كما كتب قُداسا جنائزيا عام 1874. وواصل فردي مسيرة مواطنيه “بليني” و«جواكينو روسيني” بترسيخ التقاليد الأوبرالية الإيطالية في مواجهة التيار الجديد المتأثر بأعمال “ريشارد فاغنر”، بالمقابل ترعرع فردي بمنطقة بوسيتو، حيث تعلّم أصول الموسيقى، ثم انتقل إلى ميلانو بغرض مواصلة دراسته، ليعود إلى بوسيتو ويصبح عميد موسيقى المدينة، وقدم أول عروضه الموسيقية عام 1830، وبعد وفاة طفليّه، ثم زوجته، ألّف “نابوكو” وهي أوبرا من أربعة فصول كانت بمثابة أول خطوة للنجاح والشهرة.