بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، سطّرت الإذاعة الوطنية ضمن شبكتها أعمالا مسرحية هادفة تواكب هذه الأيام المباركة. ومن بين الأعمال المسرحية المرشحة للبث هذه السنة “تحيا بكم”، وهو عمل مسرحي من 30 حلقة للمؤلفة والمخرجة صبرينة صوفطي، يكرّم عمالقة الفن الجزائري الأصيل، إلى جانب “آه يا رمضان”، وهو عبارة عن سكاتشات فكاهية ناقدة لسلوكات منبوذة تطغى، للأسف، في شهر رمضان. ”المساء” كانت لها فرصة لدخول استوديو التسجيل ومتابعة عمل الممثلين الذين رافقوا هذا الإنتاج الإذاعي الهادف، ومن بينهم إبراهيم رزوق، ليندة ياسمين، المنشط والممثل جلال شندرلي، مراد زيروني، الفنانتان القديرتان فريدة كريم، ونوال زعتر التي زرعت البسمة بخفة روحها وطيب كلامها. كانت الساعة العاشرة صباحا عندما قدمت المخرجة صبرينة وفي يديها علبة مليئة بالحلويات التقليدية، وزّعتها بالأستوديو قبل بداية التسجيل على طاقم العمل (الفنانين)، وأخذت نصيبي أنا أيضا كرما منها، بعدها جلس الكل مكانه، ليبدأ الممثلان إبراهيم رزوق وليندة ياسمين في التمرين على الدورين المسندين إليهما (زوج وزوجة ويومياتهما الرمضانية التي لا تخلو من المناوشات والحديث عن المأكولات!)، ليأتي التمرين على حلقة أخرى تجري أحداثها في الطريق السريع قبيل موعد الأذان، وعليكم تصوّر ما يحدث لسائقي السيارات والحافلات عبر الطرقات قبيل ساعات قليلة من الإفطار! وأبطال هذه الحلقة هم إبراهيم رزوق وجلال شندرلي، ليأتي دور الثلاثي مراد زيروني، نوال زعتر وفريدة كريم، التي رغم كونها أتت متأخّرة نوعا ما إلاّ أنّها أثبتت أنّها بالفعل بنت المسرح الإذاعي، إذ تقمّصت دور صديقة نوال التي صاحبتها إلى السوق في يوم من أيام رمضان، وتدخل في جدال مع البائع (مراد زيروني)، الذي قلّل أدبه معهما، فكان جزاء قلة احترامه لهما الضرب على الرأس بالحذاء. جسّد الفنانون أدوارهم ببراعة، وكانت المخرجة مشرفة على أدائهم، وقد استمتعت رفقتهم بحلقات مسرحية هادفة كُتبت بأسلوب فكاهي ساخر ناقد، يسلّط الضوء على ظواهر رمضانية تتكرّر وتُنسب في كل مرة للصوم ولرمضان للأسف! ”آه يا رمضان” هو إنتاج الإذاعة الوطنية، الذي سيضفي نوعا من الترفيه والتسلية والتبصّر على أحوال البشر في شهر كريم افترض أن يكون فيه الناس عقلاء، رحماء متفهمين لا ثائرين متذمرين مجانين، والعبرة للمعتبرين.