تضاربت المعلومات، أمس، حول حصيلة أعمال العنف التي شهدتها منطقة كيدال، ليلة الخميس إلى الجمعة، بين التوارق والسكان الزنوج على خلفية شائعات بمجيئ تعزيزات إضافية للجيش النظامي إلى المنطقة. فبينما أكد مصدر من القوة الأممية المنتشرة في مالي “مينوسما” مقتل شخص واحد على الأقل جراء هذه التوترات، أعلن العقيد دياران كوني من وزارة الدفاع المالية مقتل أربعة أشخاص وإصابة عدة آخرين. وتصاعدت حدة التوتر في كيدال كبرى مدن الشمال المالي ومعقل المتمردين التوارق قبل تسعة أيام فقط من إجراء الدور الأول من انتخابات رئاسيات أجمعت كل المواقف أنها مصيرية لإخراج هذا البلد من أزمته المتعددة الجوانب. وقتل شخص على الأقل في أعمال عنف اندلعت ليلة الخميس إلى الجمعة بين مجموعة من التوارق قال مصدر إفريقي من القوة الأممية لحفظ السلام في مالي “مينوسما” أنها تنتمي إلى الحركة الوطنية لتحرير الازواد أو مقربة منها وبين سكان سود. وأضاف أنه سمع دوي إطلاق النار بين الجانبين منذ مساء الخميس مما دفع بعديد السكان الذين انتابهم الخوف إلى اللجوء إلى القاعدة العسكرية بكيدال بحثا عن الأمن المفقود بالمدينة. واندلعت أعمال العنف على خلفية شائعات بوصول تعزيزات إضافية إلى القوات المالية النظامية التي دخلت المدينة في الخامس جويلية الماضي وفقا لاتفاق السلام الموقع الشهر الماضي بين المتمردين التوارق المسيطرين على كيدال والحكومة المركزية بباماكو. وتسببت هذه الشائعات التي سرعان ما راجت بين سكان المدينة الذين انقسوا بين مرحب بوصول مزيد من القوات النظامية وبين آخر رافض لتواجد الجيش المالي وخرجوا في مظاهرات تشيد بالحركة الوطنية لتحرير الازواد. وأكد مقربون من العقيد أدام كاميسوكو محافظ كيدال الذي عاد إلى هذه الأخيرة الاثنين الماضي في مهمة لبدء التحضير للانتخابات الرئاسية مقتل مدني إثر أعمال عنف تلاها تعد على محلات تابعة لأشخاص أصولهم من منطقة غاو الواقعة على بعد 300 كلم إلى جنوب كيدال. ورغم تأكيد المصدر على أن هدوء حذرا خيم على مدينة كيدال، أمس، فإن حدة التوتر تصاعدت بشكل لافت بوسط المدينة عندما أقدمت مجموعة من التوارق على إطلاق أعيرة نارية بسوق المدينة في حين أقدمت مجموعة أخرى غير مسلحة على مهاجمة عديد المنازل والمحلات. ولا يزال التوتر سيد الموقف في كيدال التي دخلها حوالي 150 جنديا ماليا قبل أسبوعين طبقا لاتفاق واغادوغو بين الفرقاء الماليين والقاضي بالسماح للجيش المالي بتأمين الانتخابات الرئاسية المقررة بنهاية الشهر الجاري. والمؤكد أن الانفلات الأمني الذي تعيشه كيدال ستكون له انعكاساته السلبية على تنظيم الانتخابات الرئاسية التي تبقى الشكوك قائمة بعدم قدرة الحكومة المالية على تنظيمها وسط ظروف ملائمة مما سيجعل نتائجها محل جدل. وهو ما جعل احد المرشحين ال28 لهذه الانتخابات يعلن انسحابه من سباقها بسبب مخاوف من فشل عملية الاقتراع في ظل عدم توفر الشروط المناسبة لإجراء انتخابات ذات مصداقية. من جهة أخرى، عين الجنرال الفرنسي برونو جيبر، أمس، رئيسا جديدا لبعثة الاتحاد الأوروبي لتكوين الجيش المالي. ويستلم الجنرال الفرنسي مهامه في الفاتح أوت الجاري ضمن مهمة لتكوين الجيش المالي لمساعدته على أداء مهامه بعد انسحاب القوات الفرنسية من مالي.