شرعت أغلبية بلديات العاصمة في تجديد وإتمام ملفات طالبي السكن الخاص بالأحياء المعنية بعملية الترحيل المقبلة، والتي سيتم تحويلها إلى لجان الدوائر التي تم تنصيبها الأسبوع الماضي لدراستها، ويتعلق الأمر بالقاطنين بالسكنات القديمة والفوضوية وكذا الأقبية والأسطح، الذين يعيشون ظروفا صعبة بسبب تدهور وضعية إقامتهم، خاصة بالنسبة لبعض المنازل التي أصبحت تشكل خطرا على حياة شاغليها. وقد شرعت مصالح البلديات المعنية، حسب مسؤوليها، في استقبال المعنيين لإتمام ملفاتهم والإمضاء على تصريح شرفي بعدم الاستفادة من سكن أو إعانة في وقت سابق، حيث ستعكف لجان الدوائر التي نُصبت، على دراسة وضعية المعنيين بالترحيل في العملية المقبلة حالة بحالة من أجل التكفل بهم، وفي مقدمتهم سكان البنايات القديمة التي يعود تاريخ إنجازها إلى العهد الاستعماري وكذا البيوت القصديرية وسكان الأقبية والأسطح المتواجدة بعدة بلديات، منها بوزريعة، الحراش، حسين داي، بلوزداد، سيدي أمحمد، الجزائر الوسطى، الرويبة، برج الكيفان، الدار البيضاء، جسر قسنطينة، باب الوادي، القصبة، بولوغين، وغيرها من البلديات. وفي هذا الصدد، أشار رئيس بلدية سيدي أمحمد السيد نصر الدين زيناسي ل «المساء»، إلى وجود 25 عمارة مهددة بالانهيار، منها 11 عمارة تتم حاليا دراسة وضعيتها حسب الأولويات، وذلك من أجل ترحيل سكانها الذين يواجهون خطر انهيار البنايات الهشة، خاصة على مستوى حي الإخوة منصور، الذي تضررت به عمارة مكونة من 15 عائلة بعدما انهار جزء كبير منها، ليصبح هاجس الانهيار كابوسا يهددهم بشكل دائم، مثلهم مثل سكان حي الزعاطشة، الذي شُيدت سكناته في 1959، كما توجد 37 عمارة مهددة بالانهيار ببلدية باب الوادي، والموزعة عبر العديد من الأحياء، على غرار حي رابح بصاص وشارع الداي و35 نهج العقيد لطفي و6 شارع إبراهيم غرافة، وعبد القادر عبدون ونهج السعيد تواتي، الذين يقطنون بنايات هشة تجاوزها الزمن ولم تعد تصلح حتى للترميم بسبب الرطوبة التي أدت إلى تآكل الأساسات وكذا أجزاء من العمارات، وهو مشكل واقع أيضا ببلديات القصبة وبولوغين والرايس حميدو، خاصة تلك البنايات المحاذية للبحر.
سكان الأقبية والأسطح..معاناة ستنتهي قريبا من جهة أخرى، سيكون لسكان الأقبية نصيبهم أيضا في السكنات الجديدة التي سيرحلون إليها، حيث سيودّعون متاعب دامت سنوات طويلة بعدة أحياء خاصة ببلدية باب الزوار، ومنها الجرف، الصومام، الخامس جويلية وسوريكال، الذين اتخذوا هذه الأماكن مأوى لهم رغم افتقادها لأدنى الشروط التي تحفظ صحتهم وكذا سكان الأسطح المتواجدين خاصة ببلدية الجزائر الوسطى، التي حاولنا الاتصال برئيسها للحصول على آخر الإحصائيات، لكنه لم يرد على اتصالاتنا. وفي سياق متصل، ستعرف بلدية جسر قسنطينة هي الأخرى عملية ترحيل سكان الأحياء القصديرية الموزعة عبر 19 موقعا، حسبما أكد المسؤول الأول عنها السيد عز الدين بوڤرة ل «المساء»، مشيرا إلى أن قائمة المعنيين بالترحيل لم تحدد بعد؛ حيث تجري حاليا عملية التحقيق وتجديد الملفات التي لم تستثن أحدا، بمن فيهم سكان حي الرملي، الذي يُعد من أكبر الأحياء القصديرية بالبلدية. من جهته، أوضح رئيس بلدية الدار البيضاء السيد إلياس قمقاني ل «المساء»، أن العملية ستمس القاطنين بالبيوت القصديرية التي بلغ عددها 1302 بيت، موزعة على حي الحميز، الذي يشمل وحده 992 بيتا، وحي عبان رمضان والدار البيضاء وسط. أما بلدية برج الكيفان فأوضح رئيسها السيد قدور حداد ل «المساء»، أن الترحيل يمس سكان الشاليهات والبيوت القصديرية الموزعة على 22 موقعا، منها 126 شاليها و3402 بيت قصديري، الذين تحدد لجان الدوائر المستفيدين الحقيقيين من السكنات التي ستشمل أيضا بلدية بوزريعة التي تضم، حسبما صرح رئيس مصلحة البناء والتعمير السيد عبد القادر حفيظ ل «المساء»، 31 بناية قديمة وسط بوزريعة، سيتم ترحيل سكانها، فضلا عن سكان البيوت القصديرية الموزعين على حي بوسماحة، الذي يتواجد به 800 بيت قصديري، وحي لافونتون المكون من 150 عائلة وحي كونتابات الذي يضم سكنات مهددة بانجراف التربة وسيدي مجبر وحي سيلاست القصديري، فضلا عن المقر القديم لبلدية بوزريعة ومسرح الهواء الطلق اللذين احتُلا من قبل عائلات، مثلما هو الأمر بالنسبة للمطعم المدرسي الإدريسي بطريق الشيوخ، الذي احتُل من قبل حوالي 24 عائلة.