استقطب العرض العام لمسرحية “فدائي” التي قدّمت فوق ركح المسرح الجهوي “عبد القادر علولة” سهرة أول أمس، جمهورا واسعا من محبي الفن الرابع، وتعود كتابة النص والإخراج لمحمد بلفاضل، من إنتاج الجمعية الثقافية “الأمل”. وتروي المسرحية التي تجاوزت مدتها 55 دقيقة، مساهمة طبيبة فرنسية متطوّعة في إنقاذ حياة فدائي جزائري أصيب بطلقة نارية في إحدى معارك الثورة التحريرية المظفرة، حيث يركّز النص على مشاهد تعبّر عن تعاطف وتضامن بعض الأجانب مع ثورة التحرير ومساندتهم لها، خصوصا عقب مجازر الثامن ماي 1945 الرهيبة. المسرحية أرادها كاتبها تكريما للأوروبيين الذين ساندوا الثورة الجزائرية ضدّ الاستعمار، على غرار هنري علاق صاحب كتاب “السؤال” الذي وافته المنية نهاية الأسبوع الماضي، والدكتور فرانتز فانون، إلى جانب موريس أودان وهنري شوليي، وغيرهم من الأحرار الشرفاء الذين فضحوا الظلم الاستعماري الهمجي الممارس في حق الجزائريين إبان حرب التحرير. واستطاعت كوكبة من الممثلين، على غرار فلة بلال ومريم، إلى جانب الممثل سمير زموري في دور “الفدائي” من تقديم العمل باحترافية لاقت إعجاب الجمهور، وحسب محمد بلفاضل، ستقدّم المسرحية في ثاني عرض لها بالمركز الثقافي الجزائري بباريس، فرنسا، في إطار جولة خارج الوطن، وستعقبها بعد ذلك جولة وطنية تشمل العديد من المسارح الجهوية عبر التراب الوطني.