منذ حلول شهر رمضان الكريم انتشرت في عدة بلديات وأحياء ولاية بومرداس، طاولات بيع الشواء التي غزت الشوارع، حيث عمد العديد من الشباب إلى بيع الشواء بعد الإفطار مباشرة مع تمديد عملية البيع إلى غاية السحور، خاصة أنها ظاهرة لقيت إقبالا كبيرا من طرف الكبار والصغار على السواء؛ بالنظر إلى “شهيوات الصيام”، حيث يقع عشاق “الشواء” رهينة هؤلاء التجار، الذين كسبوا وفاءهم منذ بداية شهر الصيام وأصبحوا زبائن أوفياء، بالدرجة الأولى، “للشواء”. ويقف المتجول عبر شوارع وأحياء بومرداس بعيد الإفطار وقبيل صلاة التراويح، على الإقبال الكبير الذي تعرفه طاولات بيع الشواء، التي عمد أصحابها إلى تنصيبها على قارعة الطرقات، خاصة في الأحياء التي تستقطب أعدادا غفيرة من المتوافدين، مستغلين فترة ما بعد الإفطار وقبل صلاة التراويح للعمل على زيادة انبعاث رائحة الشواء لجلب الزبائن، وهكذا يتهافت عشاق الشواء تصاعديا؛ أي بعد الإفطار، ليبلغ ذروته بعد التراويح ويستمر إلى السحور. ويقدّم أصحاب طاولات الشواء “سلعتهم” بأسعار منخفضة، حيث لا يتجاوز سعر سيخ واحد من اللحم المتنوع 20 دج، وهو ما يزيد من كثرة الطلب عليه ويجعله في متناول الجميع. ومن الباعة شاب من بلدية الثنية، حدّثنا يقول إنه يستقطب يوميا عشرات الزبائن بعد الإفطار، لاسيما أن ثمنها معقول جدا، وأشار إلى أن نصبه لطاولة بيع الشواء بدأ منذ اليوم الأول من شهر الصيام؛ سعيا منه لكسب قوته اليومي، وبالواجهة البحرية لبلدية بومرداس، عمد التجار إلى تحويل تجارتهم خلال ليالي رمضان 2013، إلى بيع الشواء بعد الإقبال الكبير عليه. وفي السياق قال عماد شاب في الثلاثين من عمره، إنه من عشاق اللحوم المشوية على الجمر بكافة أنواعها، ولا يمكنه تجاوز أمر تناولها، مضيفا أنه بمجرد أن يشم رائحتها حتى يستسلم لشرائها، يقول: “أغلب الطاولات تتواجد وسط المجمعات السكنية، حيث تكثر الحركة؛ لذلك فهي تغازلنا بروائحها الشهية التي تدغدغ البطون الجائعة، فنُقبل على شراء أسياخ منها دون تردد، خاصة أمام الشاطئ ومع النسائم الصيفية”.