تحتضن دار الثقافة عبد الله بن كريو بالأغواط، سهرة غد الثلاثاء، العرض الشرفي لمسرحية جديدة بعنوان “بخور عصري” عن تعاونية مسرح الأغواط وإخراج هارون الكيلاني. وحسب هارون كيلاني فإن هذا العمل الجديد “بخور عصري” هو امتداد للتجربة المسرحية “فيزيو شظايا” التي أخرجها سنة 2011 وجاءت في حلّة مسرح ما بعد الدراما، وتم الاعتماد فيها على كثافة الصورة وحرية الجسد، كما امتزج فيها المسرح بموسيقى الديث ميتال على المباشر. وأشار كيلاني ل “المساء” إلى أنّ الممثلين المؤدين للمسرحية قدّموا فيها جهدا جسديا كبيرا؛ خدمة للحاجة الدرامية في المسرحية، ومن جهة أخرى وجدوا أنفسهم داخل كابوس الأداء والتقمّص وإنبات الشخصيات من الداخل. أما مسرحية “بخور عصري” فقال عنها الكيلاني إنها مسرحية طقوسية، تعتمد على الموروث الإفريقي الطقوسي بداية من جنوبنا الكبير، امتدادا إلى إفريقيا العميقة، وتناول فيها قصة مجموعة من الناس تتنافس للخروج من جلودها ومن رؤوسها تحت الطرق والاستحمام والبخور في جدبة ڤناوية مغاربية وإفريقية. وأضاف المتحدث أننا نكاد نصبح دون لون، متسائلا: “من ذا الذي يحاول تغيير دمنا الأحمر القاني؟ ومن يحاول أن يكسر ظهورنا بالمرض والوهن والخوف؟”، ليستطرد بقوله إنّ هذه المسرحية هي ردة فعل أمام الورطة الإنسانية العالمية. وأكّد هارون ل “المساء” أنّ مسرحية “بخور عصري” هي بمثابة رحلة تطهيرية للممثلين والمتلقين.. للممثلين كما فعلوها في مسرحية “فيزيو شظايا”، حيث تمتعوا بالأداء في المساحات الفارغة وقدموا للمتلقين من هواة المسرح والمشتغلين فيه، رغبة في خوض تجربة مماثلة لمسرح الأغواط. ومن باب آخر “بخور عصري” - حسب المتحدث - هي عبارة عن مسامير تدق في رؤوس المشاهدين ألمها الليلي، سيجبر حاملها على التأمل في مقاطع المسرحية التي يمثل فيها كل من فيصل بوناصر، خليل الطالب، بن الباي يونس، الطاهر صفي الدين وأحمد بن الطاهر، في حين صمم إضاءتها زروق نكاع. وأشار هارون إلى أننا في ساعة إلا خمس دقائق، سنعيش ما يعيشه الإنسان في الدائرة العربية وبشكل آخر، مضيفا أنّ المسرحية ستشارك في فعاليات مهرجان طقوس المسرح بالأردن، على أمل أن تفتح نافذة جديدة لمسرح جديد بالجزائر والعالم العربي. في إطار آخر، يتدرّب هارون كيلاني على أداء مشاهد مسرحية “زبانة” من إنتاج تعاونية “المسرح فن وتكنولوجيا” وتحت إشراف المسرح الوطني الجزائري، عن نص سيد أحمد العربي من جيجل وأداء مجموعة من الممثلين من أدرار ومستغانم، الأغواط والجلفة، كما تحضر تعاونية “مسرح الأغواط” العرض الافتتاحي لمهرجان مستغانم لمسرح الهواة، في دورته السادسة والأربعين.