فازت تعاونية مسرح الأغواط، أول أمس، بجائزة الدراعة الذهبية لأحسن عرض مسرحي في الأيام الوطنية الثانية للمسرح بتندوف عن مسرحية “فيزيو شظايا” لهارون الكيلاني. عادت الجائزة الأولى لمسرحية “فيزيو شظايا” بعد أن رشحت أيضا مسرحية “الطيحة” من إنتاج جمعية آفاق من باتنة، وجاء القرار من لجنة التحكيم المكونة من المخرج الحبيب بختي والممثل حليم زريبيع والمسرحي الأستاذ ميلودي أحمد. وشارك في الدورة الثانية للأيام الوطنية للمسرح التي تنظمها مديرية الثقافة لولاية تندوف بمساهمة من المسرح الجهوي لولاية سعيدة، فرق من الأغواط، بشار، النعامة، أدرار، سيدي بلعباس، سعيدة، تندوف، باتنة. و«فيزيو شظايا” مسرحية تنتمي إلى مسرح ما بعد الدراما، تعتمد على فيزياء الجسد والصورة وحرية الأداء، وهي أيضا مجموعة من آلام وصرخات المظلومين من بعض سكان المعمورة أينما كانوا، وقام بأدائها كل من فيصل بوناصر، خليل طالب، طاهر صفي الدين، وحيد بن مهية، وتقنيا كل من زروق نكاع في الإضاءة، وأحمد بن الطاهر وعبد العزيز الكيلاني في المؤثرات البصرية والسمعية. وتبرز مسرحية “فيزيو شظايا”، عبر ثنائية الجسد والموسيقى، مشاعر الكبت والإحباط التي تلازم الإنسان أمام الضغوط الاجتماعية المهنية، وقدم الممثلون عرضهم، منهم موسيقيون (عازف على آلة القيتارة وعازف على آلة الجوقة وعازف على آلة الطبل)، في أكثر من ساعة وفي ديكور مستقبلي يعكس مكانا خاليا من السكينة أو من كل شكل من أشكال الأمن حيث تطغى مشاعر الحقد والكآبة والشر والفساد. وقد تخلت الشخصيات التي تعاني من الممنوعات التي يفرضها عليها المجتمع والدين والعائلة ومن أشكال أخرى من الهيمنة، عن إنسانيتها، حيث طورت حساسية بينها وتجاه الآخرين، فتحاول التحرر منها وكسر السلاسل الخفية التي تقيدها وكل الطابوهات. وتتحول خشبة المسرح إلى فضاء لإطلاق المكبوتات، حيث رافقت الحركات الجسدية للممثلين وتيرة “الضجة الموسيقية” التي صنعتها موسيقى العازفين الثلاثة للتعبير عن غضبهم وتعطشهم للحياة من خلال حركات متقززة وراجفة أحيانا، تعبيرا عن الكبت الذي ينخرهم من الداخل. وفي بعض الأحيان يستغل مخرج المسرحية الفضاء المخصص للجمهور وممثلين آخرين بين الجمهور، مما أوحى بأن الأمر يتعلق بحصة تدريبية وليس عرضا نهائيا، وهي الطريقة الأخرى التي يمكن من خلالها القول أنه يمكن تجاوز أي حاجز. يذكر أن العرض الشرفي للمسرحية تم شهر ديسمبر الماضي، واحتضنه المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي.