بمناسبة إحياء ليلة القدر المباركة، نظمت جمعية إحسان الخيرية أول أمس بمسبح الكيتاني بباب الوادي، حفل ختان لفائدة 20 طفلا من أبناء العائلات الفقيرة والمعوزة، التابعين لبلديتي باب الوادي والحمامات، كما استفاد الأطفال من بذلة ختان كاملة إلى جانب بعض الهدايا الرمزية بمناسبة عيد الفطر. كانت العائلات رفقة الأطفال في الموعد بعد صلاة التراويح بمسبح الكيتاني، حيث جلست لارتشاف كؤوس الشاي وبعض المشروبات الغازية والحلويات في انتظار بداية الحفل، فيما راح الأطفال يلعبون ويمرحون تعبيرا عن فرحتهم بالختان الذي لم تكن لديهم أدنى فكرة عن ماهيته بالنظر إلى صغر سنهم، إذ لم يتعد سن أكبرهم الثلاث سنوات. وما هي إلا لحظات حتى باشر أعضاء الجمعية توزيع بذلات الختان على الأطفال التي تباينت بين اللونين الأحمر والأبيض. وبالمناسبة، وقفت "المساء" عند أصغر طفل مستفيد من عملية الختان لم يتجاوز سنه 18 شهرا، والذي كانت فرحة والديه كبيرة وهما يلبسانه بذلته التي كان فيها كالسلطان الصغير. وما إن تم ارتداء الأطفال لبذلاتهم حتى تعالت الزغاريد مرفقة بأغاني الأفراح، ليتم بعدها تجميع الأطفال في مكان واحد لالتقاط بعض الصور التذكارية، وفي الوقت بدا فيه الفرح والسرور على بعض الأطفال بالبذلة الجديدة وراحوا يتباهون بها أمام أوليائهم، راح آخرون يبكون لشعورهم بالغرابة لاسيما وأنهم كانوا محط الأنظار. ولأن حفل الختان لا يخلو من حضور الحنة، وعلى أنغام الزرنة تم تخضيب أيادي الأطفال في قعده عاصمية مميزة متمنين لهم كل الخير، ولشدة التأثر انهمرت دموع بعض الأمهات من شدة الفرح. وحول أهمية المبادرة، تحدثت "المساء" إلى عيسى لخضاري أمين عام جمعية الإحسان الخيرية، الذي أفاد بأن الجمعية ارتأت في إطار برنامجها السنوي الخيري هذه السنة مد يد العون للعائلات الفقيرة والمعوزة، من خلال التكفل بكل نفقات ختان أبنائهم وذلك بالتنسيق مع كل من بلديتي باب الواد والحمامات والكشافة الإسلامية الجزائرية فوج الفلاح". وفي رده على سؤالنا حول ما إذا تمت مراعاة الجانب الطبي في ختان الأطفال، بالنظر إلى المشاكل الكثيرة التي أضحت تترتب على عمليات الختان الجماعي، جاء على لسان محدثنا "أن الجمعية شددت على أهمية أن يستوفي كل طفل جميع الإجراءات الطبية المطلوبة، مؤكدا إخضاع كل الأطفال للتحاليل الازمة لتفادي الوقوع بأي إشكال، إذ يشترط في الطفل أن يكون مصحوبا بملفه الطبي الكامل قبل الشروع في ختانه، كما تمت برمجة عمليات الختان على مستوى القطاع الصحي لبئر طرارية التابع لبلدية الأبيار، حيث يتوفر هذا الأخير على جناح خاص بجراحة الأطفال، وبالتالي من هذه الناحية يمكن للعائلات أن تطمئن، لأن كل الظروف هيئت لتتم العملية على أحسن ما يرام.