تواصل قوات الاحتلال المغربي اعتداءاتها الهمجية ضد الصحراويين في المدن المحتلة دون تمييز بين الطفل والشيخ أو المرأة والرجل، في خرق واضح لأدنى مبادئ حقوق الإنسان التي تشهد تدهورا خطيرا بالأراضي المحتلة. ولم تتوان قوات الاحتلال المغربي في الاعتداء على الطفل الصحراوي القاصر، لعروصي ببيت، أثناء المظاهرة التي شهدها شاطئ فم الوادي بمدينة العيون عاصمة الصحراء الغربية المحتلة الاثنين الأخير. وقالت وكالة الأنباء الصحراوية أن تعنيف الطفل الصحراوي جاء "على يد رجال الدرك المغربي، حيث تعرض للضرب المبرح بعد المظاهرة التي نظمتها جماهير مدينة العيون بفم الوادي" الواقعة على بعد 25 كلم غرب المدينة المذكورة. وتفرض قوات الاحتلال المغربية من أفراد الجيش والدرك ومختلف تشكيلات الأجهزة القمعية في الفترة الأخيرة حصارا بوليسيا وعسكريا خانقا على شاطئ فم الوادي الذي يعرف حراكا جماهيريا ومظاهرات حاشدة للصحراويين للمطالبة بالحرية والاستقلال. بالتزامن مع ذلك، ضبطت أجهزة الأمن الصحراوي كميات "معتبرة" من القنب الهندي المعالج على طول الجدار العسكري المغربي الذي يقسم أراضي الصحراء الغربية إلى جزأين. وقالت وكالة الأنباء الصحراوية أن مصالح الأمن الصحراوي تمكنت من حجز "300 كلغ من القنب الهندي المعالج، بالإضافة إلى وسائل توجيه واتصال و5 سيارات رباعية الدفع في المناطق المحررة من الصحراء الغربية وذلك بعد عبورها للحزام العسكري المغربي نحو شمال مالي". كما تمكنت مديرية الدرك الوطني الصحراوي من "توقيف ثلاث مجموعات كانت تقوم بتهريب المخدرات من المغرب إلى شمال مالي عبر التراب الصحراوي المحرر". وبينما أكدت وكالة الإنباء الصحراوية أن المجموعات التي تم توقيفها هي "حاليا تحت تصرف العدالة الصحراوية"، ذكرت بأن المغرب "يتربع على عرش تهريب المخدرات عالميا بعدما أصبح مقصد الدول الأوربية والإفريقية في تهريب المخدرات". وأضافت أن الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات أكدت بأن "ما يزيد عن 82% من إجمالي المخدرات التي ضبطتها سلطات الجمارك في أنحاء العالم تصدر من المغرب حسب إفادة المنظمة العالمية للجمارك". وكان الرئيس الصحراوي، محمد عبد العزيز، قد دعا إلى "التجنيد بقوة لمحاربة آفة المخدرات ومحاصرتها في بداياتها من خلال القوانين الصارمة والحذر والاستنفار داخل الأجهزة الأمنية المختلفة". بالتزامن مع ذلك، تواصلت أشغال الجامعة الصيفية للإطارات الصحراوية بمدينة بومرداس بإلقاء محاضرات من قبل أساتذة جامعيين ومختصين تناولت مختلف جوانب القضية الصحراوية. وفي هذا السياق، دعا جامعيان جزائريان الصحراويين إلى استغلال التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال من أجل كسر التعتيم الإعلامي المفروض على نضالهم من أجل الاستقلال خاصة بالمناطق المحتلة. وأكد الجامعي محمد لعقاب أن الصحراويين مطالبون بفتح "جبهة للكفاح الالكتروني" باعتبار أن التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال "تتيح فرصة الدفاع عن النفس للجميع". مشيرا إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "فايس بوك" و«يوتوب" أثبتت نجاعتها ضد أية محاولة للحصار الإعلامي. ولتدارك نقص الوسائل والحرية بالنسبة للصحفيين الصحراويين في الأراضي الصحراوية المحتلة، اقترح لعقاب اللجوء إلى الجالية الصحراوية في الخارج والبلدان التي تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لإشراكهم في هذا "النضال الالكتروني". من جانبه، دعا الجامعي عبد العالي رزاقي إلى اقتحام الانترنت "بقوة" خاصة مواقع التواصل الاجتماعي لحمل الرأي العام الدولي على تتبع يوميا ما يجري في الصحراء الغربية. وقال إنه "يجب فتح قنوات اتصال خصوصا مع مواطني البلدان التي لها نفوذ في الأممالمتحدة خاصة الولاياتالمتحدة والصين وفرنسا وألمانيا واليابان، حيث يتعلق الأمر ببلدان يؤخذ فيها الرأي العام بعين الاعتبار". ويرى الجامعيان بأن المعلومات المتوفرة حاليا على شبكة الانترنت بخصوص الصحراء الغربية ونضالها من أجل الاستقلال "فقيرة". وهو ما جعلهما يطالبان السلطات الصحراوية بمضاعفة الجهود للتعريف بالقضية الصحراوية من خلال مضاعفة المواقع الإعلامية والفيديوهات. وليس ذلك فقط، فقد أكد الأستاذ الجامعي رزاق على أن الصحراويين مطالبون بجعل الشعب المغربي حليفا لنضالهم من أجل الاستقلال من خلال إيضاح للعالم أجمع أن مشكلهم مع النظام المغربي وليس الشعب المغربي. وشجع شعب الصحراء الغربية على إقامة علاقات مع المجتمع المدني المغربي والشعب المغربي بشكل عام من خلال اغتنام أية فرصة تتاح له في المغرب لتجسيد تطلعاته إلى الاستقلال عبر ممارسة حقه في تقرير المصير طبقا للوائح الأممية.