افترقت المولوديتان الوهرانية والعاصمية من دون فائز في "الكلاسيكو" المتجدد بينهما، حيث انتهت مواجهتهما بتعادل إيجابي (1/1) من توقيع جاليت عن طريق ضربة جزاء في الدقيقة ال55 بالنسبة للعاصميين. وعدّل بوعيشة للوهرانيين في الدقيقة ال62 وكانوا في قلة عددية بعد طرد المدافع القوي نساخ في الدقيقة ال52، إثر عرقلته لجاليت المتسبب ومسجل رمية الجزاء. وكالعادة، فقد كان لقاء الغريمين في مستوى تطلعات وآمال الجماهير الغفيرة التي تابعته من فوق مدرجات ملعب الشهيد أحمد زبانة؛ سواء من جانب "الحمراوة" أو"الشناوة"، الذين انتقلوا هم كذلك بكثرة لمناصرة ممثليهم، الذين سلِموا من هزيمة أكيدة في الشوط الأول، حيث عاشوا ضغطا رهيبا مارسه عليهم زملاء الوهراني بوتربيات، الذي، وكما كان منتظَرا، عوّض بلعباس في محور الدفاع، ونجح إلى أبعد الحدود في هذه المهمة كزملائه الذين أشركهم المدرب سوليناس، وهم أنفسهم الذين لعبوا ضد أولمبي الشلف، حيث اقتصرت التغييرات على منصب واحد فقط، وهؤلاء اللاعبون قدّموا أداء جيدا، نالوا به رضا الأنصار، غير أن غياب اللمسة الأخيرة أقبرت فرحتهم بانتصار ثان على التوالي لن يناقش أي أحد في أحقيتهم به لو تحقق. وكان مبعث رضا الأنصار على زملاء الحارس دحمان الرغبة الكبيرة لهؤلاء في نيل الفوز، والاجتهاد الواضح فوق المستطيل الأخضر؛ سواء في نيل الالتحامات الثنائية أو في تكرار نسج الهجمات بالاعتماد على تمريرات قصيرة متقنة، وانطلاقا من منطقة الدفاع، وحتى وهم في نقص عددي، لم يبخل أشبال سوليناس بأي قطرة من عرقهم، والدليل أن تعديلهم للنتيجة حصل دون زميلهم نساخ المطرود، وجميع الحضور اقتنعوا بأن النقاط الثلاث فلتت من أرجل "الحمراوة" في الشوط الأول، الذي كان فيه الزوار ظِلا لأنفسهم. وبرّر مناجيرهم العام كمال قاسي سعيد، ظهورهم المحتشم فيه وفي كامل اللقاء، بثلاثة أسباب؛ غياب لاعبَين أساسيين، وهما حاج بوڤاش وقاسم مهدي، ونقص الزاد البدني بسبب نقص الاسترجاع لقصر المدة بين اللقاء السابق، الذي لعبوه ضد شباب عين فكرون ومواجهة "الحمراوة"، وثالثا قوة تشكيلة مولودية وهران، التي قال عنها محدثنا بأنها كانت مشاكسة وصعبة الترويض، وسيكون لها شأن في بطولة الموسم الحالي بحسبه.
المسيّرون الوهرانيون غاضبون على الحكم زواوي من جانب فريق مولودية وهران، وبعد رفض المدرب الإيطالي جيوفاني سوليناس الإدلاء بأي تصريح وتفضيله الانزواء في جانب من الحافلة الخاصة بالفريق، انبرى رئيس مجلس الإدارة يوسف جباري منتقدا حكَم اللقاء زواوي، الذي حمّله مسؤولية تحطيم الأنصار ما لا يقل عن 500 مقعد، حسب مسؤولي ملعب الشهيد أحمد زبانة، بسبب كما قال سوء تحكيمه، الذي كان "حيلي" حسب جباري، موضحا أن إدارته ستتقدم بتقرير مفصل إلى الرابطة الوطنية المحترفة، تُطلعها فيه على "تجاوزات" الحكم في حق فريقه، الذي اعتبر بأنه فاز باللقاء بالنظر إلى الأداء الذي قدّمه، ومؤكدا أن الأداء سيتحسن من جولة إلى أخرى، وأن مولودية وهران هذا الموسم ليست شبيهة المواسم الماضية.أما مسجل الهدف الحمراوي جمال بوعيشة، وهو الهدف الثاني له لحد الآن، فقال: "فريقنا يستحق الفوز مقارنة بالمردود الجيد الذي قدّمه ضد فريق قوي ومرشح بامتياز للعب الأدوار الأولى في البطولة الوطنية. وهدفي الثاني الذي سجلته هو هدف جماعي. ولا بد من الإشارة إلى التحكيم الذي لم يكن نزيها، وحطّم العديد من هجماتنا بالحيلة، لكنا سنعوّض ما ضاع منا في المقابلات القادمة. وأشكر كثيرا أنصارنا على وقوفهم إلى جانبنا طيلة اللقاء، خاصة في الأوقات العصيبة التي كنا فيها منهزمين".