تنظم الجمعية الفنية الثقافية للألفية الثالثة، السبت المقبل بقاعة سينما “كزينو” بالعاصمة، حفلا تكريميا على شرف الفنانين؛ محي الدين بن طير، زهير عبد اللطيف والحاج محمد لعقاب الذين ساهموا جميعهم في إثراء الساحة الفنية الجزائرية. أكد رئيس الجمعية، السيد سيد علي بن سالم في لقائه مع “المساء”، أن التكريم يدخل في إطار سلسلة التكريمات التي بادرت بها الجمعية منذ تأسيسها سنة 2001، والتي بلغت إلى حد الآن 55 تكريما شمل العديد من الوجوه الفنية البارزة. حفل هذا التكريم -حسب المتحدث - سيحييه الفنان سمير تومي، دليلة نعيم وعبد الرحمن القبي، وسينشطه مراد زيروني. للإشارة، فإن المكرمين الثلاثة كان لهم حضورهم المميز على الساحتين الفنية والثقافية، منهم مثلا؛ السيد محي الدين بن طير الذي يتذكره جيل الخمسينيات والستينيات بأغانيه الهادئة والمعبرة، حيث عمل كمطرب ونشّط العديد من الحفلات. بن طير هو أيضا رساما وخططا، حيث أنه أول من وضع إشارة الإذاعة والتلفزة الوطنية بعد الاستقلال. زهير عبد اللطيف وجه تلفزيوني معروف، كان فنانا وإعلاميا، تقلد مسؤوليات بالإذاعة الوطنية، يعتبر حاليا ذاكرة الإذاعة والتلفزيون وذاكرة التاريخ الفني في بلادنا، وهو دوما في الخدمة بحضوره وشهاداته التي يقدمها. هذا الحفل التكريمي سيكون برعاية الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة. للإشارة، فقد استطاعت جمعية الألفية الثالثة أن تحيي ذاكرتنا الفنية وتعيد الاعتبار لمن ساهم في صناعتها. يقول رئيس الجمعية، السيد بن سالم في حديثه ل “المساء”؛ “نعمل منذ 2001 على تعزيز هذه الذاكرة التي هي جزء من تاريخنا الفني، لقد كان من أسباب تأسيس هذه الجمعية، ألمنا جراء رحيل فطاحلة الفن الجزائري دون أن يكرموا، وهم الذين تربى وجداننا على أيديهم وهم كُثر، كالراحلين؛ مصطفى العنقى، وردية، أزرقي نابتي، حسن الحسني وغيرهم، وهكذا أسسنا “الألفية الثالثة”، وخصصنا أول تكريم فيها للمخرج الكبير الراحل مصطفى بديع، كان ذلك بالمسرح الوطني، تلتها تكريمات أخرى (بلغت 55 تكريما) خصت السيدتين نورية، فريدة صابونجي، محمد حلمي، وهيبة، محمد زكال، مصطفى برور، جميلة القبائلية وغيرها من الوجوه الفنية. من جهة أخرى، أكد المتحدث أن الجمعية سائرة نحو تكريمات أخرى، علما أن هذه الأخيرة ليست اعتباطية، بل تخضع للبحث والمتابعة بمعنى رصد لمسيرة المكرمين وإخراج الأحياء منهم من دائرة النسيان. التكريم - حسب السيد بن سالم - لا يقتصر على فناني العاصمة، بل يشمل كل فنانينا المتواجدين عبر التراب الوطني من الحدود إلى أقصاها، علما أن الجمعية سبق لها وأن كرمت سيدة المالوف القسنطيني، الفنانة الكبيرة ثريا، ولا تزال القائمة مفتوحة أمام فنانين آخرين، كذلك الحال بالنسبة للفنانين المتواجدين بديار الغربة، خاصة بفرنسا؛ البلد الذي أقام فيه كبار ورواد الفن الجزائري وأعطوا روائع أصبحت تراثا وطنيا. من ضمن أجندة الجمعية في إطار تكريم فناني أبناء الغربة، الفنانان الكبيران اعمر العشّاب ومريم عابد. للتذكير، فقد استطاعت هذه الجمعية إثبات حضورها على الساحة، كما تمكنت من لمّ شمل العائلة الفنية من أجيال مختلفة واستِضافة فنانين غابوا لعقود عن الساحة، حيث يجلب حضورهم توافد الجمهور. يبقى أمل هذه الجمعية هو الحصول على الدعم كلما تعلق الأمر بالفن والثقافة، على عكس مجالات أخرى، وعلى رأسها الرياضة مثلا.