احتضن المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطرزي حفلا تكريميا على شرف الفنانين المسرحيين رمزي الفنان المبدع و الملتزم. وقد تميز هذا التكريم الذي بادرت بتنظيمه الجمعية الفنية والثقافية للألفية الثالثة بمساهمة المسرح الوطني و الديوان الوطني لحقوق التأليف تقديرا واعترافا بعطاء الرجلين بأجواء احتفالية جمعت وجوها بارزة في السينما والمسرح وأيضا نجوم معروفة في عالم الأغنية الجزائرية ساهم بعضهم في إحياء الحفل بوصلات غنائية جميلة. قدمت للفنانين بهذه المناسبة أوسمة استحقاق و ميداليات تقدير من الجمعية لإسهامهما في تطوير و إثراء الفن الدرامي الجزائري و اعتبر رئيس الجمعية سيد علي بن سالم بالمناسبة هذا التكريم "بمثابة تقدير و تشجيع للفنانين على المزيد من العطاء مشيدا بالتاريخ المشرف و الحافل بالأعمال للرجلين " . ووصف الفنان ارسلان الممثل ذو الحس الرهيف و التشكيلي و المصمم المتألق هذا التكريم بالالتفاتة الطيبة تجاه الفن و الفنان و بلحظة اجتمعت فيها الأسرة الفنية. وبدوره أعرب الممثل و المسرحي مصطفى بن شقراني عن سعادته للالتقاء بهذه المناسبة بالكثير من الأصدقاء الذين جمعه معهم العمل الفني لأكثر من 40 سنة متذكرا بكثير من الحنين أسماء كبيرة عرفها مثل كاتب ياسين و محمد بودية و علولة و علال المحب و غيرهم . وبمناسبة هذا التكريم الذي حظي به رجلان منحا الكثير للمسرح و الفن الجزائري حيت كوكبة من المطربين حفل غنائيا أمتع الحضور من بينهم الفنانة نوال اسكندر والمطرب عبد العزيز بن زينة و كان للمطرب محمد العماري حضور بارز في هذا الحفل. فقد فجا العماري الحضور بحيويته و نشاطه فوق الخشبة متحديا السنين ال73 من عمره مدغدغا أذانهم بصوت عذب لم تنال منه الأعوام التي أمضها في الطرب برصيد فني فاق ال150 أغنية. و قد وعد الفنان عشاقه بالعودة قريبا بحفل مع الاركسترا السمفونية للجزائر بقيادة المايسترو عبد القادر بوعزارة . يذكر ان الفنان ارسلان ( محمد لوراري ) من الوجوه ذات الحضور المميز في العمل المسرحي والسينمائي كما انه فنان تشكيلي و مصمم و هو أستاذ في المدرسة العليا للفنون الجميلة. أحب ارسلان الذي ولد بزيامة منصورية (جيجل) سنة 1948 قبل ان تنتقل أسرته و هو صغير إلى العاصمة الرسم متأثرا بأحد أقاربه الذي كان رساما و بدا في سن ال12 يرسم كما كانت له ميول في التمثيل برزت من خلال إتقانه تقليد أصوات و حركات بعض من حوله . هذه الموهبة المبكرة جعلته يلتحق بالمعهد التمثيل و الموسيقى بالعاصمة. وقد شارك هذا الفنان الرقيق و المتواضع في عدة أعمال مسرحية منها مسرحية "المحقور" لعبد المالك بوقرموح كما شارك في المسرحية الأخيرة لسليمان بن عيسى " مجلس تأديب" وأيضا في فيلم جديد لخالد بركات عنوان . كما له أيضا أعمال فنية في المجال التشكيلي وأقام عدة معارض بالجزائر و الخارج. و ينتسب الفنان مصطفى شقراني إلى الرعيل الأول من المسرحيين الذين التحقوا بالمسرح الوطني كممثل و مخرج حيث قدم عدة أعمال مميزة و من المسرحيات التي مثل فيها مسرحية "بني كلبون" لولد عبد الرحمان كاكي كما قام بادوار في الأعمال الدرامية التلفزيونية منها دور في فيلم " الطريق " لسليم رياض. يذكر ان الجمعية الفنية و الثقافية " الألفية الثالثة" التي نظمت هذا التكريم تأسست سنة 2001 و يرأسها الممثل سيد علي بن سالم و تعمل على تشجيع الفنانين و ترقية الفن و شعارها " تكريم الفنان و هو على قيد الحياة" و لها في هذا المجال سجل كبير.