فشلت تشكيلة مولودية وهران في تحقيق الانتصار فوق ميدانها للمرة الثانية على التوالي، وهذه المرة أمام القوي شباب قسنطينة، الذي أكد أحقيته بالمقعد المتقدم الذي يحتله، وزاد عليه أن انفرد بريادة الترتيب بعد انتزاعه لنقطة ثمينة من أمام ”الحمراوة”، وخسارة شريكيه في الصدارة شبيبة القبائل ومولودية الجزائر. وقد دافع ”السنافر” بشراسة على تلك الأحقية، ولتحصيل ذلك التعادل اعتمد مدربهم دييغو غارزيتو على خطة تعزيز خط الدفاع جيدا، والدفع بأكثر عدد ممكن من اللاعبين في منطقة المنتصف مع غلق كل المساحات والمنافذ المؤدية إلى مرمى الحارس سيدريك، الذي كان بارعا أول أمس، وأظهرها في أكثر من مناسبة، حرم فيها الوهرانيين من أخذ الأسبقية في النتيجة. ولعل أوضحها جاءت في الدقيقة 15 من المدافع بلعباس بعد تنفيذ ركنية من عواد. وفي الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع من سعيدي بعد قذفة؛ تمريرة جانبية والدقيقة ال48 بواسطة ضربة رأسية من نساخ الذي كان كالعادة نشطا جدا في رواقه الأيسر، وسبّب مشاكل للدفاع الضيف، الذي أتيحت له هو الآخر فرصتان لهدفين أكيدين على مدار الشوطين، الأولى في الدقيقة 22 من بولمدايس، الذي اصطدمت كرته القوية بالقائم الأيسر لمرمى الشاب دحمان، هذا الأخير كان بارعا جدا وأنقذ المولودية من خسارة أكيدة بعد انفراد المهاجم الخطير بولمدايس به، مستفيدا من خطأ فادح في إرجاع الكرة في مربع العمليات من فريد بلعباس، وهي غلطة زادت من الضغط على قائد المولودية، فارتكب المحظور الكروي واستحق الإقصاء من طرف الحكم بوستر في الدقيقة 81، وهو الإقصاء الذي شجّع أشبال المدرب غارزيتو على تجريب حظهم في مباغتة مضيفيهم في الدقائق المتبقية باستغلال نقصهم العددي، خاصة بعدما دخل المحنّك بزاز بديلا عن زميله بولمدايس، لكن استماتة ”الحمراوة” أبقت المرميين نظيفين دون أهداف. وقد اعترف الدولي السابق بأن المهمة كانت صعبة عليه وعلى رفاقه أمام المولودية الوهرانية؛ ”لم نفضّل أكثر من سيناريو تقديم مردود جيد وتحصيل نقطة ثمينة أمام فريق وهراني جيد، أرى أنه في طريق استعادته لهيبته المعروف بها، واجتهادنا وإن لم يأت بالفوز الذي كنا نتمناه جميعا إلا أننا أبقينا على سلسلة نتائجنا الإيجابية مستمرة، والمهم أننا أرضينا من تابع هذه المباراة، خاصة أنصارنا، الذين أشكرهم على تشجيعهم لنا ووفائهم لفريقهم”، يقول بزاز. وحتى المدرب الفرانكو إيطالي أقر بأهمية النقطة التي خرج بها الشباب من ملعب الشهيد أحمد زبانة؛ حيث قال: ”راهنّا على تحقيق نتيجة إيجابية، وانتزعنا نقطة مرضية بالنسبة لنا أمام فريق وهراني جيد، أرى أنه سيؤذي العديد من الفرق هذا الموسم، وللأسف ينقصه مهاجم جيد حتى يجسّد كل الفرص التي أتيحت له ويفوز. وأعترف أننا كنا خارج الإطار في الشوط الأول، ولكن في المحصلة النهائية نحن راضون بالتعادل الذي حققناه اليوم”. أما من جانب المولودية الوهرانية، فيبقى يميّزها تقديم الأداء الجيد والقوي سواء داخل الديار أو خارجها، وذلك من صلب اهتمام وهدف مدربها الإيطالي جيوفاني سوليناس، الذي يجتهد حتى تستعيد المولودية طريقة لعبها، لذلك لم يُبد حسرة كبيرة على عدم الفوز في ظل ذلك الأداء؛ ”لست متحسرا كثيرا على النتيجة، فلقد لعبنا جيدا وسيطرنا على كل مجريات اللقاء، ولو توفرنا على لاعبين أصحاب تجربة ومهنة في الخط الأمامي يحسنون تسيير اللعب واقتناص الفرص، لأودعنا أهدافا في مرمى شباب قسنطينة، وحتى دكة البدلاء لا يوجد بها لاعبون من هذا الطراز، لكن المهم أن المولودية تلعب كرة جميلة افتقدتها لعشر سنوات كانت كلها صعوبات ومعاناة، فماذا يريد البعض؟ هل التتويج باللقب؟ هذا أمر غير معقول، فهدفنا ليس هذا بل وضع تشكيلة قادرة على تقديم أفضل ما عندها ووضعها فوق السكة الصحيحة، والعمل بجد ومرحليا معها حتى تعيد أمجاد مولودية وهران، وهذا ما نخطط له”، يقول سوليناس.
المساهمون حجر عثرة أمام اقتراحات جباري من جانب آخر وكما كان متوقعا، رفض المساهمون في الشركة الرياضية اقتراحات جباري وكل حديث عن تغيير في قوانين الشركة بما يتيح لجباري اتخاذ القرارات بمفرده، وإرجاء الحديث عن ذلك إلى وقت لاحق، كما رفضوا انفراد النادي الهاوي بالأغلبية داخل الشركة، لكنهم بالمقابل وافقوا على دخول ديون الرئيس السابق للمولودية الطيب محياوي كأسهم في الشركة، إلا أن محياوي يبقى مطالَبا بتبرير إنفاق ما قيمته 8 ملايير سنتيم بأوراق ثبوتية أيام ترؤّسه للمولودية، وهذا ما يعيق حسب متخصصين ومتتبعين - تجسيد مؤسسة نفطال للخطوة الأخيرة لشراء 75 في المائة من أسهم الشركة الرياضية لمولودية وهران.