لم يستجب الفيلم السوري المشارك في الطبعة السابعة من مهرجان للفيلم العربي، لتطلعات مشاهديه سهرة أول أمس بقاعة المغرب بوهران، إذ جاء مصابا بتخمة مبالغ فيها لخطابات وإملاءات جوفاء تخص الواقع السوري حتى وإن كانت القصص الواردة فيه لا تخصه مباشرة بالذكر. الفيلم الذي تحمّس المتتبعون والجمهور كثيرا لمشاهدته، وجدوا أنفسهم أمام خيبة أمل كبيرة رغم أن العمل يضم أسماء ووجوها فنية بارزة، إذ لم يتمكن المخرج باسل الخطيب من التنصل من ملكته الرائعة في الدراما التلفزيونية، لنجدها في العديد من أطوار الفيلم، كما أن توالي عدة أحداث شكّل ضغطا سلبيا على المتلقي. وقال المخرج السوري الخطيب إن أي عمل فني إن لم يكن له تداعيات مع المأساة التي تعيشها سوريا، سيفقد أهميته وتواصله مع الجمهور. ويصور الفيلم 3 نساء يحملن الاسم نفسه، مريم، كنّ وسيلة ينقل عبرها المخرج علاقة الإنسان بالإنسان وتأثير الحرب عليه. ويعتبر فريق العمل أن فيلم مريم يشكل مرحلة مهمة في تاريخ السينما السورية؛ سواء من حيث السيناريو أو التقنيات المستخدمة في التصوير. وسبق عرض “مريم” الفيلم المصري الروائي الطويل “هرج ومرج” للمخرجة نادين خان، بقاعة المغرب بوهران في إطار تواصل تظاهرة المهرجان السابع للفيلم العربي، وقد وُفقت المخرجة إلى حد بعيد بتناول عدة مواضيع ملتحمة ببعضها البعض بسلاسة متناهية. البؤس هو موضوع الفيلم الذي يعاني منه أغلب الشعب المصري وشعوب كثيرة أخرى، ولا جديد في الموضوع، ولكن الجديد دائماً في الشكل. يبدأ الفيلم وينتهي بشباب وصبية وسط أكوام من القمامة يقومون بفرز محتوياتها، ويبدأ وينتهي بجنازة، وعلى حين لا نعرف من يكون الميت في البداية، نعرفه في النهاية. هذه مجموعة بشرية تعيش في مكان تتوسطه ساحة كبيرة، لا قرية ولا مدينة، لا حي عشوائي أو حي مخطط، وهم يعيشون حياة بدائية مثل الإنسان الأول في صراعه من أجل البقاء، قبل الحضارة، وقبل الأديان، وإن وصلت إليهم بعض نتائج التقدم العلمي والتكنولوجي مثل الميكروفون والتليفون المحمول وألعاب الفيديو. وفى كل يوم من أيام الأسبوع تتطور الأحداث التي تدور حول الحاج سيد البقال “كبير” المنطقة الأرمل الذي يقيم علاقة في الخفاء مع أم هند، وهى زوجة عاطل ومدمن مخدرات يعلم بهذه العلاقة، ويصمت تجاه استمرارها، وحول منال ابنة الحاج سيد “جميلة المنطقة التي يتنافس على حبها شابان عاطلان، هما زكي الذي تبادله الحب، ومنير الذي يريدها كرهاً في زكي وليس حباً لها. وبينما يشارك زكي صديقه مدرب كرة القدم “الكوتش” في شراء أجهزة رياضية ويتدرب عليها لتقوية جسده، يقود منير جماعة من الشباب والصبية الذين يقومون بعمل أي شيء وكل شيء ليعيشوا، ومنهم الشاب “توك توك” الذي يوحي لكل من زكي ومنير والحاج سيد، بأنه يعمل لحسابه ويسخر من الجميع. ونصل إلى الذروة عندما يسرق منير تليفون الحاج سيد المحمول، الذي سجل عليه لقطة لأم هند وهي ترسل له قبلة في الهواء، ويهدده بفضح أمره، ويتفق معه على إقامة مباراة كرة قدم بين فريقه وفريق زكي، فإذا فاز يتزوج منال، ويعيد له التليفون في الحالتين. ويفوز منير، ويموت الكوتش بالسكتة القلبية بعد انتهاء المباراة، ويحمل زكي نعش صديقه في جنازته، بينما تلقي منال بمقعد من شرفة منزلها ليجلس عليه منير.