حذّرت المديرية العامة للأمن الوطني أولياء التلاميذ السائقين وأصحاب السيارات من بعض الممارسات السلبية التي اعتادوا عليها خلال تنقلاتهم اليومية، والتي غالبا ما تنعكس سلبا على الأبناء، خاصة الصغار، والمرتبطة بشكل خاص بالمركبات التي تتسبب في مآس للعائلات، ليس فقط من حيث حوادث السير المسجلة يوميا عبر الطرقات، بل أيضا بسبب حوادث قد يغفل عنها الأولياء ويذهب ضحيتها الأطفال نتيجة فضولهم من جهة أو الحوادث المأساوية. وبمناسبة الدخول المدرسي الجديد 2013 /2014، وجّهت المديرية العامة للأمن الوطني مراسلات إلى مختلف مصالحها، تطالبهم بضرورة العمل على توعية الأولياء من عواقب ترك الأطفال بمفردهم داخل المركبات خصوصا وهي في حالة تشغيل، وهي إحدى الظواهر السلبية التي من شأنها تعريض حياة الأطفال لأخطار عدة، تؤدّي في كثير من الأحيان إلى إصابات خطيرة قد تفضي إلى الموت. وقد تحركت مصالح الأمن لتوعية الأولياء بعد تسجيلها عدة حالات تزامنت مع الدخول المدرسي والاجتماعي. وفي هذا الإطار، نبّه رئيس إدارة الإعلام والعلاقات العامة بالمديرية العامة للأمن الوطني العميد الأول للشرطة جيلالي بودالية، إلى المخاطر التي قد تنجم عن ترك الأطفال بمفردهم داخل المركبات ولو كان الأمر بصورة مؤقتة وسريعة. وأبرز المتحدث في بيان تحذيري تلقت ”المساء” نسخة منه، جملة من الحالات التي قد تنجم عن هذا التهاون، أبرزها الاختناق والعبث بأدوات القيادة بما يهدد سلامتهم، داعيا قائدي المركبات إلى أخذ الحيطة والحذر واتباع إرشادات السلامة والأمان تجاه هذه الظاهرة السلبية؛ حفاظاً على أرواح أبنائهم. وأشار المتحدث إلى أن الطفل وبغض النظر عن عمره، يكون عرضة لخطر الوفاة نتيجة الاختناق الذي قد ينتج عن تسرب غازات سامة، أو حدوث عطل ميكانيكي مفاجئ يؤدي إلى احتراق السيارة. كما يمكن للطفل أن يخلق الخطر بنفسه؛ بأن يتصرف بطريقة غير مسؤولة ودون وعي منه؛ من خلال العبث بمفتاح المركبة أو المقود، أو أن يغلق الأبواب على نفسه من الداخل، مشيرا إلى المادة 93 من قانون المرور، التي تنص على معاقبة قائد المركبة الذي يسمح للأطفال دون سن العاشرة، بالجلوس في المقعد الأمامي في المركبة، بغرامة جزافية تتراوح ما بين 2000دج و4000دج. وأكد المسؤول على أهمية زيادة الوعي المروري لدى الأولياء، مناشدا إياهم بأن يتخذوا الحيطة والحذر من ترك أطفالهم بمفردهم داخل المركبات، والانتباه دائماً؛ لأن الطفل يمكن أن يقوم بتصرف غير متوقَّع داخل المركبة بحضور أوليائهم؛ فما بالك إذا غابوا برهة عن ناظريهم، مما قد يترتب عنه نتائج سلبية، مشيرا إلى استمرار جهود المديرية العامة للأمن الوطني لزيادة التوعية المرورية بأهمية توفير إجراءات السلامة للأطفال داخل المركبات. وإلى جانب غفلة الأولياء وتسببهم في حوادث من هذا النوع، نشير إلى أن مصالح الأمن كانت قد أحبطت شبكات متخصصة في سرقة السيارات، كانت تنشط بقلب العاصمة؛ بحيث يترصد أفرادها السيارات الراكنة وفي حالة تشغيل، والتي غالبا ما يترك أصحابها الزوجة والأبناء لحراستها.. وقد تم الاستيلاء على المركبات بعد سرقتها بركّابها الذين يتم التخلص منهم لاحقا. وقد أطاحت مصالح الأمن سنة 2011 بشبكتين من هذا النوع وأوقفت أفرادها، ومن بينهم نساء.