يحذر الخبراء من مخاطر داء الكلب الذي مازال يقتل في الجزائر بين 15 و 20 شخصا سنويا. وقد أقيمت عدة حملات للتحسيس والتوعية بهذا الداء بمساهمة معهد باستور، بمناسبة إحياء اليوم العالمي لداء الكلب. يؤكد الدكتور صوفي عبد الرزاق رئيس وحدة أمراض الأوبئة والوقاية على مستوى معهد باستور، أن الكلب مرض قاتل بنسبة 100 بالمائة، وأن التلقيح عقب العضة التي يحدثها الحيوان المشتبه بإصابته بالكلب يجب أن تراقب بدقة. و يكشف المتحدث خلال مداخلة قدمها بمناسبة اليوم العالمي للكلب بعنوان؛ «التكفل بالأشخاص المعرضين لخطر الكلب»، أن الحالات المسجلة في الوطن سببها عضات الكلاب المتشردة، واستنادا إلى الأرقام التي قدمها، فإن الجزائر أحصت سنة 2010 حوالي 20 حالة موزعة عبر 12 ولاية بشمال ووسط البلاد بسبب قوّة الإصابة أو العضة، لكن في السنتين الأخيرتين، تم إحصاء عدة حالات أخرى في جنوب البلاد، دون أن يعطي رقما بشأنها. كما أكد الدكتور صوفي في نفس السياق، أن الإصابات مرشحة للارتفاع، حيث قفزت من 58 ألف سنة 2000 لتصل إلى 80 ألف سنة 2005، وحوالي 120 ألف سنة 2012. ورغم المجهودات الكبيرة التي تبذلها المصالح الطبية في الجزائر، إلا أنه تسجل سنويا العديد من الإصابات، فخلال السنوات العشر الأخيرة سجل ما معدّله 20 وفاة خلال السنة الواحدة. وهو ما يجعل من داء الكلب مشكلا صحيا عموميا يستوجب حملة إعلامية واسعة النطاق، وتنسيقا مشتركا بين مختلف الوحدات الصحية، الفلاحية والجماعات المحلية. ويبقى التطعيم، حسب المختص، الحل الوحيد لتفادي الوفاة بداء الكلب، «لكن للأسف، كثيرا ما يسجل تأخرا فادحا في التكفل بتلك الإصابات أو إهمال التلقيح، مع العلم أن الضحية يجب أن تخضع لسلسة من التلقيحات، و نتيجة الإهمال وتجاهل أخطاره الحيوية، فإن هذا الداء ما يزال يحصي أعدادا متزايدة من الضحايا سنويا في الجزائر، إذ أن 60 بالمائة فقط من حالات الكلب لدى الإنسان يتم فحصها عقب ظهور الأعراض الإكلينيكية، و20 بالمائة فقط من الأربعين المتبقية يخضعون للفحص المستعجل، بينما 8 بالمائة تخضع للفحص بعد 24 دقيقة، أما البقية فيخضع للفحص لاحقا بعد 48 ساعة، وهذا التأخر في الفحص والتكفل يزيد من خطر تعرض المصابين للوفاة، «وعلى هذا الأساس، يجب البدء في مبادرات على مستوى المدارس والمساجد من أجل تربية وإعلام السكان حول هذه الآفة التي سبق لبعض الدول معايشتها والقضاء عليها»، يقول الدكتور صوفي. يجدر التذكير بأن العالم يحصي سنويا 55 ألف إصابة بداء الكلب، بمعدّل وفيات يقارب حالة وفاة كل 10 دقائق. و يتم إحياء اليوم العالمي لمكافحة داء الكلب في تاريخ 28 سبتمبر من كل سنة منذ عام 2007، بمبادرة من الاتحاد العالمي لمكافحة الكلب. علما أن لويس باستور نجح في اكتشاف أوّل لقاح ضد داء الكلب سنة 1885. وخلال العشرين سنة الأخيرة الماضية، تم علاج أكثر من 20 مليون شخص من داء الكلب بفضل لقاح «سانوفي باستور».