أكد المشاركون في اللقاء الوطني الذي احتضنته أمس ولاية سطيف بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة الكلب بأن الوقاية تعد أحسن وسيلة لتفادي الإصابة بهذا الداء. وشدد المتدخلون على وجوب التركيز بالدرجة الأولى على حملات التحسيس بمدى خطورة الإصابة بداء الكلب في أوساط المواطنين لاسيما بالمناطق الجبلية والريفية وضرورة تلقيح حيواناتهم الأليفة. كما ألحوا على دعم تكوين العاملين بقطاع الصحة ووضع الإمكانات اللازمة للوقاية من هذا الداء والتعريف به وخاصة إعادة تنشيط اللجان الولائية لمكافحة داء الكلب واللجوء إلى القضاء على الكلاب الضالة التي تشكل خطرا حقيقيا يهدد الصحة العمومية. وناشد بعض المتدخلين بالإضافة إلى وجوب عرض المصابين بعضات حيوانية فورا على الجهات الصحية وكذا المتابعة الدقيقة للعلاج بجدوى على استحداث مركز معتمد للتلقيح ضد داء الكلب على مستوى كل ولاية عبر الوطن. وأوضحت ممثلة وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الدكتورة غنية مربوط إمكانية تفادي الإصابة بداء الكلب لاسيما وأن الدولة وفرت كل الإمكانات المادية والبشرية وحتى المرافق الصحية بمختلف أنحاء الجزائر يبقى فقط التوعية بخطورة الإصابة بهذا الداء الذي تكون الإصابة به في الغالب قاتلة. فالمعدل السنوي للإصابة بمرض الكلب في أوساط الأشخاص بالجزائر يقدر ب20 حالة أي 20 حالة وفاة في حين تصل تكاليف التلقيح وحدها المخصصة للأشخاص والحيوانات حوالي 70 مليون دج كل عام وهي خسارة كبيرة سواء في العنصر البشري أو المادي تضيف الدكتورة مربوط. أما الدكتورة بوغوفالة آمال من المعهد الوطني للصحة العمومية بالجزائر العاصمة فتناولت وضعية حالات كلب الأشخاص بالجزائر. مشيرة إلى أن كل الإصابات تنحصر في شمال الوطن والهضاب العليا وتكاد تغيب كلية في الصحراء سواء الإصابات البشرية أو الحيوانية وهذا حسب الإحصاءات التي ترد على المعهد الوطني للصحة العمومية، مذكرة بأن الكثير من عضات الكلاب التي تصيب في الغالب فئة المسنين والأطفال لا يصرح بها في الكثير من الحالات. وشددت المختصة على إجبارية الإبلاغ بوجود حالات الإصابة بداء الكلب بغية توفير الإمكانات والوسائل اللازمة لإجراء التحقيق الوبائي في الوسط الذي اكتشف فيه والأشخاص المقربين من الحالة كإجراء وقائي. وأكدت المتدخلة أن عدد الإصابات بداء الكلب في الوسط الحيواني يقدر سنويا ب900 حالة بالجزائر 50 بالمائة منها مصدرها الكلاب في حين يصل متوسط عدد العضات الحيوانية التي يتعرض لها الأشخاص كل عام في الجزائر بحوالي 80 ألف حالة في حين أحصت الجهات المختصة تضيف ذات الإطار 84717 حالة عض حيوانية في سنة 2008 تلقت التلقيح من بينها 6198 حالة سجلت بولاية سطيف. ومن هنا جاء اختيار ولاية سطيف لاحتضان فعاليات إحياء اليوم العالمي لمكافحة داء الكلب هذه السنة لأنها ترتب الأولى وطنيا من حيث عدد الإصابات بهذا الداء سواء في الوسط الحيواني أو البشري. فهذه الولاية تسجل استنادا إلى الدكتور كوسة اليمين رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات 17 حالة عض حيوانية يوميا وحالة واحدة للكلب سنويا منذ العام 2000 على الرغم من المجهودات المبذولة في هذا المجال على المستوى المحلي.