لا يتوانى رئيس الحكومة الإيطالي السابق، سيلفيو برليسكوني، في إحداث المفاجآت في ساحة سياسية إيطالية غير مستقرة، بعد أن أيد حكومة اونريكو ليتا يومين بعد أن سحب وزراء حزبه منها وأدخل البلاد في أزمة سياسية حادة. وفي انقلاب على موقفه السابق، أعاد برليسكوني ثقته في حكومة ائتلاف يسار الوسط التي يقودها انريكو ليتا، وهو الذي أمر وزراء حزبه الخمسة بمغادرتها نهار السبت. وإلى حد الآن، لم يفهم متتبعو الشأن السياسي الإيطالي كُنه المفاجأة التي أحدثها برليشكوني وسر انقلابه عليها، ولا الحسابات التي أراد تحقيقها من وراء ذلك. ولكن مقربين من رئيس الوزراء الإيطالي السابق، أرجعوا سبب انقلابه على موقفه المبدئي، إلى عدم تأكّده من تصويت نواب حزب يمين الوسط الذي يقوده لصالح فكرة سحب الثقة، في وقت تسرب أن ربع نواب مجلس الشيوخ يريدون سحب الثقة من حكومة انريكو ليتا. وقد تأكد ذلك فعلا، بعد فرز الأصوات، عندما أيد سبعون نائبا فقط في الغرفة الثانية لصالح سحب الثقة من بين 235 نائبا ممن حضروا جلسة التصويت، من مجموع 307 نواب الذين تتشكل منهم الغرفة الثانية. واكتفى رئيس الوزراء الإيطالي السابق، عندما سئل عن لغز تقلب مواقفه بالقول "إننا بعد مناقشات داخلية قررنا تجديد الثقة في حكومة ليتا، الذي أقنعنا بوعوده بتقليص الضريبة على العمل ومحاكمة القضاة الذين يتجاوزون صلاحياتهم". وقال برليسكوني قبل جلسة التصويت داخل مجلس الشيوخ، أن إيطاليا في حاجة ماسة إلى حكومة قادرة على إجراء إصلاحات جذرية. ولم يجد ليتا الذي كان يعتقد أن حكومته آيلة للسقوط الحتمي، سوى مصافحة برليشكوني مبهوتا وتقديم الشكر له على صنيعه. وتنفس رئيس الوزراء الإيطالي الصعداء، وهو الذي حذر الإيطاليين من مخاطر جمّة تتهدد البلاد في حال تأكد سحب الثقة من حكومته، وأزمة سياسية حادة في حال تمت الدعوة إلى انتخابات نيابية مسبقة وخاصة في ظل قانون الانتخابات الحالي.