أكد رئيس الاتحادية الجزائرية للجيدو مسعود ماتي أول أمس، أنه سيتم الإعلان عن القائمة الرسمية الكاملة للطواقم الفنية لمختلف المنتخبات الوطنية، مباشرة بعد بطولة العالم للأواسط للجيدو المقررة هذا الشهر في سلوفينيا. وكشف المسؤول الأول عن الفرع، أن أغلب الفنيين الذين سيشكلون تركيبة الطاقم الفني للاتحادية سيكونون جزائريين، غير أنه لم يستبعد أن يتم الاعتماد على أسماء أجنبية شرط أن تكون ذات مستوى عال. وشدّد نفس المتحدث على اعتماد معايير دولية في عملية انتقاء الفنيين الذين ستوكل إليهم مهمة تأطير مختلف المنتخبات الوطنية للجيدو، بعدما تم إسناد مهمة تدريب منتخب الأكابر لعمار بن يخلف، المتوَّج بفضية أولمبياد بكين 2008 ومنتخب الوسطيات لصوريا حداد المتوَّجة بالبرونز في مونديال مصر 2005 وأولمبياد بكين، والتي أعلنت يوم الخميس الماضي رسميا اعتزالها عن عمر 29 عاما. وأوضح ماتي قائلا: ”ستضم القائمة فنيّين ذوي مستوى عال، وسيكون أغلبهم جزائريين، لكن هذا لا يمنع أن نعتمد على فنيين أجانب إن كانوا سيستجيبون للمعايير المطلوبة... إذ ليس شرطا في حالة ما إذا استقدمنا مدربا أجنبيا أن يشرف على حظوظ أي منتخب وطني قد يتم الاستفادة من خبرته في تأطير المدربين مثلا”. وعن استعدادات الاتحادية تجاه هذا الإجراء، أكد مسعود ماتي عزم هيئته على تقديم يد المساعدة ومرافقة بن يخلف في مهمته الجديدة، وتوفير كل الإمكانات اللازمة لنجاحه وتحقيق النتائج المنتظَرة، والمتمثلة في تشكيل منتخب تنافسي قوي تحسبا لعام 2015، وهو الموعد الذي سيعمل خلاله المصارعون على حصد النقاط اللازمة التي تؤهلهم للمشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل 2016. واستطرد السيد ماتي في هذا الشأن: ”نحن لا نبحث عن النتائج الفورية، فهمنا الوحيد يتمثل في العمل على المدى الطويل وتكوين منتخب وطني تنافسي”. ويأمل رئيس الاتحادية من خلال اختيار بن يخلف لتدريب منتخب الأكابر وصوريا حداد على رأس العارضة الفنية لمنتخب الوسطيات، إعطاء الدفع اللازم و«لمسة الأبطال” للمصارعين الجزائريين، الذين لا تنقصهم - حسبه - لا المؤهلات الفنية ولا البدنية من أجل الوصول إلى المستوى العالمي. ووقع اختيار الهيئة الاتحادية على هذين البطلين لقيادة المنتخبات الوطنية بحسب ماتي - اقتداء بالدول الأجنبية، ورغبة في تنصيب طاقم فني، قادر على التأقلم مع الطريقة الجديدة في ممارسة الجيدو، والتي تختلف عن جيدو السنوات الماضية. بن يخلف يؤكد عزمه على نقل خبرته ومن جهته، أكد عمار بن يخلف عزمه على نقل خبرته التي اكتسبها في المستوى العالي للمصارعين الشباب. وردّ بن يخلف على المشككين في قدرته على قيادة المنتخب الوطني بالنظر لافتقاره إلى عنصر التجربة وإلى فشل تجربة سابقيه في هذا المنصب، على غرار حركات وسواكري، بأنه يملك الإمكانات الفنية والمواصفات والقدرات اللازمة لأداء مهمته الجديدة على أحسن وجه، والمساهمة في عودة الجيدو الجزائري إلى المستوى العالمي والأولمبي، على حد تعبيره. وقال بن يخلف في هذا الشأن: ”ما شجعني أكثر على قبول هذا المنصب هو تولي رياضيين أجنبيين من جيلي مهمة تدريب منتخبات بلدانهم كتونس والمغرب، وهي نفس السياسة المنتهَجة في اليابان مثلا... كما أن الرياضيين أنفسهم شجعوني على تولي هذا المنصب والعمل معهم وتأطيرهم في صفوف المنتخب الوطني”. وعاد صاحب بن يخلف للحديث عن الأسباب التي دفعته إلى وضع حد لمشواره الرياضي، والتي لخّصها في المشاكل الاجتماعية وعدم استفادته من المحفّزات بعد تتويجه بالميدالية الفضية في أولمبياد بكين، والتي أثرت عليه سلبا وحالت دون تركيزه في مسيرته الرياضية والحفاظ على مستواه العالمي، كما أضاف. وفي سياق متصل، أوضح: ”بعد مضي أسبوع على تتويجي بالميدالية الأولمبية، وجدت نفسي وحيدا من دون مساعدة أحد، حتى الوعود التي قُطعت لي بالتكفل بمشاكلي الاجتماعية لم يتم الوفاء بها، وهذا كله أثر سلبا على مشواري”، مضيفا: ”كان من المقرر أن أضع حدا لمسيرتي الرياضية في عام 2010، لكن الأصدقاء والعائلة شجعوني على المواصلة... ورغم كل محاولاتي للعودة إلى مستواي المعهود إلا أنها باءت بالفشل ولم أجد الدفع البسيكولوجي اللازم لأواصل مشواري”.
صوريا تبدي استعدادها لإعطاء المزيد من الجهد وبدورها قالت حداد إنها ترغب في مباشرة مشوارها في عالم التدريب خطوة بخطوة لاكتساب الخبرة، مبدية في الوقت نفسه استعدادها لتقديم يد المساعدة إن طُلب منها ذلك. وفي هذا الشأن أوضحت حداد: ”أعلم جيدا أنني أملك الإمكانات التقنية التي تسمح لي بتدريب منتخب الكبريات، إلا أنني أفتقر للخبرة اللازمة في تسيير وإدارة المجموعة في مثل هذا المستوى؛ لذا فضلت أن أبدأ مسيرتي في عالم التدريب الذي يقال إنه مهنة جميلة جدا مع الفئات الشابة واكتساب الخبرة التي ستمكّنني من البقاء طويلا في هذه المهنة”. واعتبرت حداد المهمة الجديدة التي أوكلت لها بمثابة تحدّ جديد ترغب في رفعه، قائلة بالمناسبة إنها تتوق بشدة إلى بدء مشوارها في عالم التدريب، الذي وصفته بأنه سيكون طويلا. وأردفت صاحبة برونزية أولمبياد بكين قائلة: ”سأعمل على الدفاع عن حقوق الرياضيين وتحفيزهم وإعطائهم الدفع اللازم للبروز عالميا... أظن أن تواجدنا معهم سيحفّزهم على بذل المزيد من الجهد، وأتمنى أن أعطي للفئات الشابة ما ينقصها للمضيّ قدما وبنجاح في عالم الجيدو”. يُذكر أن المصارعة الجزائرية صوريا حداد المتوَّجة بالميدالية البرونزية في بطولة العالم 2005 وفي أولمبياد بكين 2008، أعلنت، أول أمس، رسميا اعتزالها عالم الجيدو في سن 29 عاما، وبعد مسيرة رياضية دامت 12 سنة قضتها في صفوف الفريق الوطني.