يمثل رئيس مجلس الأمة، السيد عبد القادر بن صالح، ،اليوم السبت، رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، في حفل تدشين "كنيسة القديس أوغستين" بعنابة، بعد أشغال ترميم دامت 32 شهرا، حسبما علم أمس لدى مجلس الأمة. وتم استلام رسميا "كنيسة القديس أوغستين" التي بنيت سنة 1900 في جوان الفارط، حيث رصد لها غلاف مالي بقيمة 500 مليون دج. ويعد هذا المعلم الهام الذي بني على هضبة تطل على آثار مدينة عنابة القديمة (بونة) والبحر المتوسط، ذاكرة مدينة القديس أوغستين المفكر العالمي ورجل الدين وأسقف عنابة القديمة وأحد الآباء الأربعة للكنيسة اللاتينية. وتعد الكنيسة المطلة من فوق ربوة على الميناء والبحر وكذا على السهل جنوبا إحدى أبرز المعالم المعمارية لهيبون(عنابة) القديمة. كما تعد ذاكرة مدينة أوغستين الذي كان أسقف هيبون من 395 إلى غاية وفاته العام 430 أحد المعالم الثقافية الثمينة وأحد رموز الحوار الإسلامي المسيحي. وكان هذا الصرح الديني الذي بني في الفترة ما بين 1881 و1900 بمواد بناء من أرض الجزائر واستلهم تصميمه المهندسون المعماريون من فن العمارة المغاربية والبيزنطية، قد تعرض للتدهور بفعل عوامل الزمن، الأمر الذي تطلب ترميمه لكي يواصل مساهمته بغض النظر عن الفوارق الثقافية والحضارية والدينية في التقريب بين المجتمعات. للتذكير، فإن أشغال الترميم التي استهلت في خريف 2010 قد شاركت فيها العديد من المؤسسات المتخصصة، حيث يتعلق الأمر على الخصوص بتجديد القنوات وترميم وإعادة تأهيل الجداريات والزجاج وذلك بفضل "شراكة استثنائية"، وفق ما أشار إليه أسقف أبرشية قسنطينة هيبون الأب بول ديفارجخلال خلال زيارته لها في جوان الأخير. وحسب بيان صحفي للجمعية الأبرشية للجزائر، فإن العديد من الوزارات الجزائرية والولاية والمجلس الشعبي البلدي لعنابة والدولة الفرنسية وجماعات فرنسية إلى جانب جمهورية ألمانيا الفيدرالية قد قدموا الدعم والمساعدة لهذا المشروع، فيما قدرت التكلفة الإجمالية لأشغال الترميم بما فيها تكاليف تسيير المشروع بحوالي 500 مليون دج. وأشار البيان إلى "الأهمية التي تمثلها هذه الكاتيدرائية لكنيسة الجزائر وكذا بالنسبة للجزائر والانفتاح الحالي للمجتمع الجزائري على العالم"، مذكرا بأن الملتقى حول القديس أوغستين الذي نظم سنة 2001 بمبادرة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة سمح للكنيسة ولجزء من المجتمع الجزائري بالتعرف على أوغستين. وكانت "كنيسة القديس أوغستين" تستقطب قبل ترميمها حوالي 18 ألف زائر سنويا من سياح وباحثين وطلبة. كما تستقبل الكنيسة التي تعد رمزا للتبادل بين المسلمين والمسيحيين حوالي ألف زائر مسيحي سنويا.