قرار الحكومة بإنشاء مؤسسات للمساعدة الاستعجالية للتكفل بالمتشردين يجب أن يثمن، لكن يجب أيضا أن تساهم في تطبيقه كل الأطراف المعنية، بما فيها الأولياء والمجتمع المدني والسلطات المحلية أيضا. ظاهرة التشرد أصبحت تميز المدن الكبرى وفي مقدمتها العاصمة وتشوه كل ما هو جميل، ولا أحد يحرك ساكنا، هل طرح السؤال لماذا انتشرت هذه الظاهرة؟ وهل حقيقة كل متشرد محتاج؟! الظاهرة وإن كانت عالمية ولا تقتصر على مدننا، فإن اختيار المتشردين لمواقع معينة يتطلب تدخلا سريعا من السلطات المحلية إما للتكفل بهم أو ترحيلهم إلى مواقع أخرى، حيث لا يعقل أن يحتل المتشردون مواقع بشارع ديدوش مراد أو شارع العربي بن مهيدي مثلا ولا نتحرك، رغم كل ما يترتب عن ذلك سواء من اعتداءات على المارة بما فيهم السياح الأجانب، أو تشويه صورة العاصمة التي إن خلت ليلا من غير المتشردين، فإن المتشردين يتحكمون في كل موقع منها. ثم أن حالة بعض المتشردين تبعث على الاستغراب كحال تلك المتشردة بساحة البريد المركزي التي تخرج علينا كل تسعة أشهر بتوأم!؟ وعلى العموم فإن قرار الحكومة التكفل بنحو 31 ألف متشرد من جميع الفئات وإن جاء متأخرا، فلا يسعنا إلا الترحيب به، ونرجو أن يساهم الجميع في تجسيده ميدانيا حفاظا على كرامة هؤلاء المتشردين، وحفاظا على محيط العاصمة وصورة مدننا وفي مقدمتها العاصمة.