فيما كانت البداية من شارع لوبي و شارع محمد خميستي يعرف المحور الذي يربط شارع لوبي بشارع خميستي بوسط المدينة،اكتضاظا كبيرا للمتشردين من فئة الأطفال والمراهقين التي تتراوح أعمارهم بين 10 الى 19 سنة التى تعدى عددهم ال 162 متشردا يتربصون بالمارة مهددين حياتهم بالخطر في أية لحظة جراء الاعتداءات الجسدية التي أدت إلى إصابات ورضوض متفاوتة الخطورة، بالاضافة إلى هلع وخوف كبيرين وفي هذا الصدد أكدت مصادر حسنة الإطلاع من فرقة الأحداث أن 80 % من هؤلاء تم إدماجهم في مراكز الطفولة المسعفة لمعدل 3 أشخاص يوميا، إلا أنهم يعاودون الخروج إلى الشوارع، أين يفضلون العيش في مملكة خاصة بهم وفق حدود جغرافية وكأنهم في دويلات صغيرة كل واحد رئيس في قطعتها الجغرافية على حد تعبيرهم وخلال إستجوابنا لهم لاحظنا عدوانية وحقد كبيرين للأثرياء والمسؤولين إلى النخاع، ظانين أنهم السبب في حالتهم المزرية هاته. عائلات تهدي فلذات أكبادها للشارع الذي لا يرحم يلفت إنتباه المار في السيارة جهة شارع الحدائق شلة من الأطفال والمراهقات اللذين إتخذوا من الرصيف بيتا لهم، غير مبالين بالحر أو القر، الأمر الوحيد الذي يهمهم هو العيش على حسب ما تمليه عليهم عقولهم، وفي هذا الصدد أكد السيد -م.ح- أخصائي نفساني بالوكالة الوطنية للتنمية الإجتماعية بوهران أن هؤلاء قد إعتادوا العيش في العراء، هروبا من المشاكل العائلية التي تربصت بهم في جوهم العائلي أو التفكيك الأسري، وجلهم لهم عقد نفسية إتجاه الوالدين، وقد أكدت الآنسة -نبيلة- المعروفة في أوساط المتشردين ب-نانا-، أن زوجة والدها هي التي أرادت أن تتاجر بجسدها النحيف، رغم صغر سنها البالغ 15 سنة لتجد الشارع مصيرها، أما عن عبد الوهاب فهو الآخر يعاني مرضا عقليا رغم أن والديه في حالة مالية جيدة في مدينة غليزان، إلا أن ضمائرهم ميتة، تسول لهم أنفسهم التخلي عن فلذات أكبادهم ضاربين عرض الحائط الشريعة والقانون الذي يمقت مثل هذه التصرفات. حديقة العمومية وحيدقة الشيراطون أصبحت الحديقة العمومية بالمدينةالجديدة قبلة للمتشردين بكل فئاتهم العمرية رغم قربها من مقر الولاية والأمن الولائي، إذ تشهد إكتضاضا كبيرا بالمتشردين اللذين يشكلون خطرا كبيرا على سلامة المارة من المواطنين وحتى المنحرفين الذين إكتضت بهم الحديقة العمومية مشكلين بذلك وكرا للفساد والرذيلة في ظل غياب إدارة الحديقة المستغلة لإنتخابات للسينا، متجاهلة ما يجري بهذا القطب التاريخي الكبير، كما تشهد الحديقة المحاذية لفندق الشيراطون بحي الصديقة وجود أطفال مشردين جاءوا من الولاياتالغربية من غليزان، معسكر، الشلف الذين فروا من المشاكل العائلية وشح الطبيعة في ولاياتهم الأصلية متجهين إلى وهران وكأنها جنة الأحلام الوردية وإنما أوروبا بحد ذاته، وقد أفاد مصدر موثوق من المؤسسة الجزائرية لحقوق الطفل والمراهق بوهران أن هذه الحديقة قد أصبحت قبلة للمتشردين خاصة الأطفال منتهزين فرصة كونه فضاء عائلي للترفيه واللعب ممارسين عليهم أساليب التحايل والتسول رغم مجهودات الأمن الحضري ال11 الذي لاطالما تدخل أعوانه لعدة مرات محولين إياهم إلى فرقة الأحداث وبالتالي المراكز الإجتماعية لكن دون جدوى نظرا لرفضهم هذه المراكز. الحماية المدنية تحصي 780 متشردا في سنة 2009 تدخلت مصالح الحماية المدنية بوهران، خلال السنة الجارية لتحويل المتشردين الأطفال إلى المراكز الإجتماعية لإستقبال الطفولة المسعفة وجلهم من الخطر المعنوي أي الهاربين من بيوتهم، إذ بلغت عدد التدخلات ال780 متشردا بمعدل 2 إلى 6 أشخاص يوميا في حالة نفسية متدهورة جدا وقد أضاف نفس المتحدث من الحماية المدنية بوهران أن هذه الحالة تستدعي التكفل النفسي كل المشاكل التي يعانون منها، بالإضافة إلى مشاكل صعبة جراء إصاباتهم بأمراض الحساسية، الربو، القمل، الإلتهابات الجلدية وجلهم من مدينة معسكر وغليزان الأمر الذي يستدعي إعادة الحسابات العائلية قصد وضع حد لهذه الآفة الخطيرة، لأننا عندما نقول متشرد يعني مجرم لا محالة لذا يجب وضع آليات ناجعة للقضاء على ظاهرة التشرد إن شا ء الله. فيما سجل الدرك الوطني معدل 324 متشردا سجلت مصلحة الأحداث وحماية الطفولة للدرك الوطني بوهران حوالي 324 متشردا منذ بداية السنة الجارية 2009، بمعدل 1 إلى 3 أشخاص يوميا، وقد أفاد رئيس المصلحة أن مصالحه تعاني مشاكل عديدة جراء عدم وجود مراكز خاصة لإستقبال المتشردين الأطفال، بالإضافة إلى نقص الإمكانيات والوسائل بمراكز الطفولة المسعفة بوهران، رغم المراسلات المتكررة إلى المديرية المعنية بهذا الأمر، وجلهم من عائلات محترمة فروا من البيت العائلي نظرا للتفكيك الأسري، أم ممارسة الأب العنف ضد الأم أو عصبية الأب. وللتذكير فنحن اليوم أمام قضية إجتماعية مزرية جدا، فالظاهرة في تزايد رهيب، فهل يعني هذا أننا في مستقبل مجهول لطفولتنا، رغم نداءات الجمعيات والمنظمات الوطنية والدولية إلى النهوض بالخدمة للطفولة بالجزائر. وإستقبال 139 مولود غير شرعي في السنة الجارية إستقبلت دور الحضانة بوهران خلال السنة الجارية 139 مولودا غير شرعي، منهم 6 معوقين حركيا متواجدون بالحضانة تحت الرعاية الكافية وقد أكد مدير هذه المؤسسة أن كل الظروف اللازمة للتكفل بهذه الفئة متوفرة مع توافد الجمعيات الخيرية كل أسبوع وتزويد المؤسسة بكل ما يلزم الأطفال الذين لا ذنب لهم، كما دعى السيد المدير الضمائر الحية إلى إيجاد حل عاجل لهذه القضية والمسؤولين بدعوتهم إلى الإلتفاتة بأعين رحيمة إلى هؤلاء البراءة الذين لا حول لهم ولا قوة. وفي هذا السياق دعا السيد -عبايدية حكم- الأمين العام للمؤسسة الجزائرية لحقوق الطفل الحكومة والوزارة الوصية إلى شن قوانين ردعية للحد من ظاهرة الإنجاب غيرالشرعي والنظر بعين الإعتبار إلى حقوق الطفل الذي يمثل البذرة لمجتمع الغد، تحت شعار أطفال اليوم هم رجال الغد. 80 %من جرائمهم أطفال ومراهقين أكدت جهات قضائية حسنة الإطلاع، أن ما نسبته 80 % من الجرائم والجنح خلال سنة 2009 هم أطفال ومراهقين، خاصة السرقة والضرب والجرح العمدي وفي بعض الأحيان التجارة في المخدرات وحتى القتل، هذا الرقم يدعون إلى إعادة إستراتيجية نفسية وإجتماعية للحد من هذه الظاهرة التي أصبحت تهدد المجتمع الجزائري، ونقول في الأخير أن المسؤولين القائمين على مديرية النشاط الإجتماعي بوهران بعيدين كل البعد عن هذه الظاهرة التي تشهد عملية جمعهم، إلا في فصل الشتاء وهناك قضية خطيرة جدا وهي خلط الطفل الجانح مع طفل الخطر المعنوي أي بلغة الشارع البنزين والنار لندعوا السلطات المحلية إلى ضرورة إعطاء الفرصة للجمعيات النشيطة لإنشاء مشاريع إجتماعية رائعة تنتظر الإلتفاتة والقبول ونحن بحاجة إلى إعادة إدماج هؤلاء الأطفال في المجتمع لأنهم عماد الأمة والشعب الجزائريين.