كذبت الجزائر التقديرات المنسوية إليها في التحقيق الذي نشرته مؤخرا منظمة ”والك فري” حول العبودية في العالم، والذي وضعها في المرتبة 91 عالميا ضمن ما أسمته ”قائمة الدول الراعية للعبودية”، واعتبر الناطق باسم وزارة الخارجية هذه التقديرات ”غير معقولة تماما”. وأكد السيد عمار بلاني، أمس، في تصريح لوكالة الأنباء بأن ”هذا التحقيق لا يستند لمعطيات موثوقة وأكيدة وذلك باعتراف من مسؤولي هذه المنظمة غير الحكومية أنفسهم”، موضحا بأن مبرر بُعد هذه الأرقام عن المصداقية يكمن في ”كون مؤشر انتشار العبودية الحديثة يعتبر مجرد نتيجة لتعميم وهمي يقوم على عينات عشوائية يعد تمثيلها أكثر من مريب”.كما أشار بلاني في ردة فعل عن دراسة مؤسسة ”والك فري” إلى أنه ”بالإضافة إلى هذه المنهجية التي تفضي إلى استنتاجات خاطئة كليا، فإن التقديرات المنسوبة للجزائر في هذا التحقيق غير معقولة تماما، ولا تستحق المزيد من التعليقات”.وكانت دراسة لمنظمة ”والك فري”، نشرت الخميس الفارط في لندن، أشارت إلى وجود حوالي 30 مليون شخص يعيشون فى ظروف ”استعبادية” في العالم، ثلاثة أرباعهم منهم في آسيا، وقدرت عدد هؤلاء بالجزائر ب70 ألفا، مصنفة الجزائر في المرتبة 91 ضمن قائمة عنونتها ب«قائمة الدول الراعية للعبودية والرق في العالم في 2013”.واعتبرت المنظمة غير الحكومية بأن الفساد هو السبب الرئيسي في انتشار ظاهرة العبودية، وليس الفقر فقط، مبررة طرحها بانتشار أنشطة الاتجار بالبشر والتشغيل المقيد بالشروط القاسية، والزواج القسري وبيع الأطفال بغرض استغلالهم في الدعارة. كما أشارت لدى تطرقها إلى الظاهرة في الدول العربية الواقعة بقارة آسيا إلى أن العمال المهاجرين من جنوب آسيا وجنوب شرقي آسيا هم أهم ضحايا العبودية الحديثة، مقدرة عددهم الإجمالي بأكثر من 95 ألفا. من جهتها، استبعدت بعض المنظمات الحقوقية الجزائرية أن تكون التقديرات التي نشرتها ”والك فري” حول الظاهرة بالجزائر قريبة من الواقع، وأكد بوجمعة غشير رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان بأن الجزائر تحرم الاستعباد تحريما قطعيا، باعتبارها صادقت في سنة 1989 على الاتفاقية الدولية المتعلقة بالحقوق المدنية والسياسية، التي تحرم الاستعباد حتى في الظروف الاستثنائية. وأوضح السيد غشير في نفس السياق بأن الحديث عن العبودية في الجزائر، يمكن أن يرتبط أساسا بالمهاجرين الأفارقة الذين يستغلون أطفالهم ونساءهم في جمع المال للوصول إلى أوروبا. وفيما أكد بأن مفهوم الاستعباد قد تغير، لم يستبعد رئيس الرابطة الحقوقية وجود بعض الحالات النادرة بأقصى الجنوب، غير أنها ترتبط -حسبه- بثقافة بعض الأفراد المعنيين في هذه المناطق والذين تكون لديهم رغبة في خدمة العائلات وفق تقاليد النظام القبلي.