تنظم المؤسسة الوطنية الجزائرية للسياحة بتمنراست رحلات لنقل أكثر من 300 سائح من مختلف مناطق الوطن إلى عاصمة الأهقار، بمناسبة نهاية السنة، وذلك على شكل أفواج، وتندرج هذه المبادرة في إطار الجهود الرامية إلى إنعاش وترقية الحركية السياحية بالمنطقة بعدما سجلت ركودا خلال السنوات الأخيرة. وحسب مسؤولة القسم التجاري بالمؤسسة الوطنية الجزائرية للسياحة، السيدة أمالو فاطمة، يتواجد الفوج الأول من السياح بالمنطقة، وهي الرحلات التي تعتبر فرصة للجزائريين لاكتشاف المخزون السياحي الهام الذي تزخر به مناطق الجنوب التي تعد مناطق سياحية بامتياز، وذلك بالنظر لما تتوفر عليه من قدرات سياحية متنوعة تؤهلها لأن ترقى إلى أفضل الوجهات السياحية للجزائريين والسياح الأجانب على حد سواء.ويسمح البرنامج السياحي المحدد ب6 أيام -وهي مدة إقامة كل فوج بمنطقة الأهقار- بالتعرف على مناطق ذات قيمة حضارية وأهمية سياحية وتاريخية تميز الولاية على غرار قصر ملكة التوارق "تين هينان" الذي يحتضن قبرها والواقع بمنطقة أبلسة (100 كلم عن عاصمة الولاية)، كما سيكون للسياح فرصة التسلق والتجوال بأعالي الأسكرام بمناسبة احتفالات آخر السنة والاستمتاع بأجمل شروق وغروب للشمس في العالم بهذه المنطقة التي يبلغ علوها 2700 متر عن سطح البحر. كما برمجت زيارة إلى المنطقة الرطبة "أفلال" التي تتدفق بها المياه في وسط صحراء جبلية تشكل جزءا من أعالي جبال الأهقار الشاهقة، وهي التي تنتظر أن تدرج كمنطقة محمية من قبل ديوان الحظيرة الثقافية للأهقار ومصنفة ضمن اتفاقية "رامسار" الدولية الخاصة بالمناطق الرطبة، وسيكون الموعد في هذه الرحلات مع النقوشات الصخرية بمنطقة "تاقمارت" وهي التي تعود إلى آلاف السنين، وسيتمكن السياح في هذه الأجواء الطبيعية الخلابة من تناول الأطباق الشعبية المحلية والاطلاع على طريقة إعدادها خاصة منها خبز التوارق أو ما يسمى بالترقية "تاقلا". وقد أكد عدد من السياح الجزائريين من ضمن الفوج الأول استمتاعهم بهذا البرنامج وارتياحهم الكبير لتواجدهم بمنطقة الأهقار الخلابة، وحسب الشاب محمد تيودوين الذي نزل ضيفا على الأهقار في رحلة عائلية فقد كانت سعادته كبيرة لاستفادته من هذه الرحلة التي نظمتها ذات الهيئة وسمحت له باكتشاف العديد من المواقع السياحية والمعالم التاريخية التي تشتهر بها المنطقة والتي لم يكن يعرفها من قبل، وبهذه المناسبة، دعا الشاب محمد إلى ضرورة تشجيع السائح الجزائري على التنقل إلى منطقة الأهقار التي لا يعرفها الكثير، من خلال اعتماد سياسة فعالة للترويج السياحي لهذه المنطقة بما يسمح باستقطاب أكبر عدد ممكن من السياح الوطنيين وتعريفهم بالقدرات السياحية للوطن. من جهتها، أبدت السائحة عكروف نوال والتي قدمت من الجزائر العاصمة إعجابها بروعة المناطق التي زارتها وخاصة منطقة الأسكرام الخلابة، مبرزة أهمية تدارك نقص هياكل الاستقبال خارج مدينة تمنراست، مع العمل من أجل ترقية الخدمات السياحية بما يساهم في تحسين وضعية السياحة بهذه المنطقة الجذابة بأقصى الجنوب وتجدر الإشارة إلى أن ولاية تمنراست ستتدعم مستقبلا بإنشاء منطقة جديدة للتوسع السياحي بمساحة تفوق 290 هكتارا وهو المشروع الذي يراهن عليه لإعطاء دفع قوي للنشاط السياحي بمنطقة الأهقار.