تسببت موجة البرد، هذه الأيام، في إصابة عدة مواطنين باختناقات بغاز ثاني أوكسيد الكربون، بسبب انعدام التهوية وعدم صيانة وتفقد أجهزة التدفئة. كما تسببت كميات الأمطار والثلوج المتساقطة بعدة مناطق من الوطن في قطع عدة طرق أمام حركة المرور خاصة بولايتي تيزي وزو والبويرة، بالإضافة إلى تراكم الأوحال والمياه ببعض الولايات. وقامت وحدات الحماية المدنية بتقديم الإسعافات الأولية لعشرة أشخاص أصيبوا باختناق جراء استنشاق غاز ثاني أوكسيد الكربون المنبعث من أجهزة التدفئة في ولايات برج بوعريريج وميلة، دون تسجيل خسائر في الأرواح خلال اليومين الأخيرين. يأتي ذلك في الوقت الذي تعرف فيه هذه الحوادث زيادة في الآونة الأخيرة بسبب برودة الطقس وتساقط الثلوج التي تستدعي استعمال وسائل التدفئة. وقد سجلت مصالح الحماية المدنية، يومي السبت وأمس الأحد، 1834 تدخلا في عدة مناطق من الوطن إثر تلقيها مكالمات استغاثة من طرف مواطنين. وشملت هذه التدخلات مختلف مجالات أنشطتها خاصة منها حوادث المرور والاختناقات. من جهتها، أفادت مصالح الدرك الوطني في حصيلة تقييمية لها أن التقلبات الجوية التي عرفتها مؤخرا بعض مناطق الوطن تسببت في قطع عدة طرق وطنية أمام حركة السير خاصة بولايتي تيزي وزو والبويرة. ففي ولاية تيزي وزو، تسبب تراكم الثلوج في قطع الطريق الوطني رقم 15 الرابط بين هذه الولاية والبويرة على مستوى فج تيرودة ببلدية ايفرحونن والطريق الوطني رقم 30 الرابط بين تيزي وزو والبويرة على مستوى فج تيزي نكولان ببلدية ايبودرارن وكذا الطريق الوطني رقم 33 الرابط بين تيزي وزو والبويرة بالمكان المسمى ملعب أسول ببلدية ايت بومهدي، بالإضافة إلى الطريق الولائي رقم 253 الرابط بين تيزي وزو وبجاية بالمكان المسمى فج شلاطة. وفي البويرة، أوضح المصدر أن الطريق الوطني رقم 33 الرابط بين البويرة وتيزي وزو بالمكان المسمى لاكورار ببلدية الأصنام مقطوع أيضا بسبب تراكم الثلوج. وكشفت الأمطار التي تساقطت خلال الأيام الأخيرة على مدينة سكيكدة العيوب الكثيرة لبنيتها التحتية والتي تثير قلق وتذمر سكانها. وقد عجزت الكثير من البالوعات عبر مختلف شوارع المدينة عن امتصاص سيول الأمطار، حيث اضطر أغلب سكان المباني والبيوت الهشة خاصة منها المتواجدة بالمدينة العتيقة لمغادرة منازلهم خوفا من سقوطها على رؤوسهم. كما أن العديد من سكان مختلف أحياء مدينة سكيكدة كحي 500 مسكن وحي 700 مسكن بالجهة الجنوبية للمدينة أبدوا استياءهم من الحالة التي تؤول إليها أحياؤهم كلما تساقطت الأمطار، حيث يتعذر عليهم حتى الخروج من المباني لكثرة الأوحال وارتفاع منسوب المياه أمام مداخل العمارات، مما يضطر أبناءهم في كثير من الأحيان إلى التغيب عن الدراسة. وقد سجلت أيضا سلسلة انزلا قات للتربة نتيجة الأمطار الغزيرة التي تساقطت خلال الأيام القليلة الماضية على الجهة العلوية من مرتفعات سطورة وأحياء بولقرود في الجهة الشمالية الغربية للمدينة. كما سجلت الكثير من التصدعات على جدران بعض المنازل بحي السويقة العتيق وسط المدينة لكن دون تسجيل أي انهيارات. ولمواجهة هذه الوضعية، أفادت من جهتها مصالح بلدية سكيكدة أن هناك العديد من المشاريع في طور الإنجاز وأخرى على وشك الانطلاق لحماية عدة أحياء بالمدينة من الفيضانات التي تشهدها كل شتاء على غرار مشروع تنظيف "الشعبة" المتواجدة بحيي 500 و700 سكن والتي تتسبب في الفيضانات بهما، وكذا مشروع إنجاز قناة مغطاة بوادي الوحش بالمدخل الجنوبي للمدينة بغلاف مالي بقيمة 89 مليون دينار والذي تقدمت به الأشغال بنسبة 85 بالمائة. وأشارت الولاية إلى مشروع تهيئة شبكة تصفية مياه الأمطار بحي الإخوة ساكر بوسط مدينة سكيكدة الذي يوشك على الانطلاق. ومن جانبها، أفادت مصالح الحماية أنها اضطرت خلال موجة التقلبات الجوية التي شهدتها المدينة الأسبوع المنصرم للتدخل عدة مرات لامتصاص المياه من عديد المؤسسات التربوية على غرار متوسطة ابن جبير والمدرسة الابتدائية الطاهر شلوفي بحي الإخوة ساكر للسماح للتلاميذ بمزاولة دراستهم وكذا التدخل من أمام مبنى مديرية أملاك الدولة الذي غمرته سيول الأمطار. وتتوقع مصالح الأرصاد الجوية اليوم استمرار تساقط الأمطار بالمناطق الغربية والشمالية للوطن.