استفادت ولاية الوادي من غلاف مالي إضافي بقيمة 24,549 مليار دينار، لدعم التنمية في مختلف المجالات، أعلن عنه الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أمس، بمناسبة زيارة العمل التي أشرف خلالها على معاينة عدد من المشاريع التنموية الجديدة التي جاءت لتعزز التنمية بهذه الولاية الجنوبية التي حققت تطورا محسوسا خلال السنوات الأخيرة، لاسيما في مجالي الفلاحة والسياحة. ودعا السيد سلال مسؤولي قطاع الفلاحة بالولاية إلى بذل المزيد من الجهود لتثمين القدرات الهائلة التي تزخر بها هذه الولاية التي تشتهر بعض بلدياتها بريادتها في زراعة البطاطس والزيتون والتمور، كما طالبهم بمرافقة المستثمرين الفلاحيين الشباب، معلنا خلال معاينته لمستثمرة خاصة لإنتاج وتوضيب وتصدير التمور عن قرار فتح مركز للتكوين المهني في شعب الزراعة بولاية الوادي قريبا. وخلال جلسة قصيرة عقدها بالمركب السياحي، الغزال الذهبي، مع المستثمرين المحليين، جدد السيد سلال التأكيد على إرادة الدولة في تقديم كل التسهيلات للمستثمرين، وخاصة الجزائريين منهم، داعيا المتعاملين إلى التخلي عن فكرة الاتكال على الدولة لتطوير الاقتصاد الوطني، في وقت يقتصر فيه دورها في مجالي الضبط والمراقبة فقط، مبرزا أهمية مساهمتهم الفعالة في إنجاح هذه الجهود من خلال مضاعفة الإنتاج الصناعي والفلاحي وتنويعه وترقية الصادرات الوطنية. وللإشارة، فقد استهل الوزير الأول زيارته التفقدية لولاية الوادي، بتدشين المحطة البرية الجديدة لنقل المسافرين ببلدية جامعة الواقعة على مسافة 110 كلم عن عاصمة الولاية، وأعطى الوزير الأول، تعليمات لمسؤولي "سوغرال" للتعجيل في الإجراءات المتعلقة بالمزايدة لمنح المحلات التجارية التي تتوفر عليها هذه المحطة بغرض استغلال هذه الهياكل التجارية في أقرب الآجال، ويندرج المشروع القطاعي الذي استفادت منه بلدية جامعة الواقعة بمنطقة وادي ريغ في إطار المشاريع المدرجة ضمن برنامج تنمية مناطق الجنوب، حيث خصص لإنجازه غلاف مالي قدره 98 مليون دج وفقا للشروحات المقدمة للوزير الأول، وتتوفر هذه المحطة التي أسندت مهام تسييرها إلى شركة تسيير محطات النقل البري للجزائر (سوغرال) على 6 خطوط بعدد 80 حافلة تنطلق منها كل اليوم وتستقبل 300 حافلة من مختلف ولايات الوطن في اتجاه الجنوب وتقدر طاقة معالجتها بما معدله 2ر1 مليون مسافر سنويا كما أشير إليه.
التأكيد على ضرورة تكوين الشباب لتطوير الفلاحة في المنطقة بعدها عاين الوزير الأول، وحدة لتوظيب ومعالجة التمور التابعة لمركب "المستقبل" للخدمات الفلاحية التابع لأحد الخواص ببلدية قمار الواقعة على مسافة 14 كلم من عاصمة الولاية، وبذات الوحدة، طالب، الوزير الأول، عبد المالك سلال، بضرورة منح تسهيلات للشباب من أجل العمل في المجال، مؤكدا أنه بطلب من وزارة الفلاحة والتنمية الريفية ستقوم وزارة التكوين والتمهين بفتح مركز للتكوين في الفلاحة بالمنطقة من أجل إدماج الشباب الراغبين في العمل في مجال الفلاحة، مجدّدا أهمية التكوين من أجل تطوير قطاع الفلاحة بولاية الوادي، ويشمل هذا المركب وحدة لتخزين المنتوجات الفلاحية بعدد 20 غرفة تبريد بقدرة تخزينية تقدر ب6 آلاف طن وتتربع على مساحة قوامها 3500 متر مربع ومعصرة لزيت الزيتون بطاقة 56 قنطارا في الساعة وبقدرة تخزينية تصل إلى 30 ألف لتر وهي تتربع على مساحة قوامها 600 متر مربع حسب البطاقة التقنية للمركب. وبذات الموقع، قدمت للوزير الأول عروض حول وضعية قطاعي الفلاحة والغابات وبرامج التنمية الريفية لفترة 2000-2013 وعرض حول وضعية قطاع الموارد المائية والعمليات الكبرى المقررة في إطار مكافحة ظاهرة صعود المياه، كما قدمت شروح للوزير الأول حول مشروع نموذجي للديوان الوطني للسقي وصرف المياه حول استعمال طريقة استغلال الطاقة الحرارية الباطنية في الزراعات البلاستيكية المتعددة الوحدات. وبعد بلدية قمار، انتقل الوزير الأول، إلى بلدية كوينين الواقعة على مسافة 5 كلم، حيث عاين، وحدة متخصصة في صناعة الحديد المستخدم في أشغال البناء، وفي رده على الانشغالات التي طرحها المرقي والتي تخص التصدير، أشار السيد الوزير إلى مشروع لتوسيع معبر "الطالب العربي" الحدودي بهدف تطوير وتسهيل العمليات التجارية والتصدير. وتقوم هذه الوحدة بإنتاج الشبكة الحديدية الخاصة بالخرسانة الإسمنتية والمسامير والمربعات الحديدية الخاصة بأعمدة الأساسات والسياج الحديدي وسلك الربط. وهي وحدة إنتاجية تم إنشاؤها سنة 2009 في إطار شراكة جزائرية – تركية، وتوفر هذه الوحدة 120 منصب شغل، وتصل قدرات إنتاجها إلى 15 ألف طن سنويا وتغطي احتياجات السوق الوطنية والمحلية من هذا النوع من الحديد، حسب البطاقة التقنية للمشروع، وتلقى الوزير الأول شروحات وافية من قبل صاحب هذا المشروع عن مختلف مراحل التصنيع بهذه الوحدة وحول آليات تسويق المنتوج على مستوى ولايات الوطن إلى جانب عرض تجربة التصدير إلى دول مغاربية. كما دشن الوزير الأول المستشفى المختص في علاج أمراض العيون، والذي خصص لإنجازه في إطار التعاون الجزائري-الكوبي للدراسة والإنجاز والتجهيز غلاف مالي يفوق 64ر1 مليار دينار وله طاقة استقبال تقدر ب40 سريرا، وأمر الوزير الأول بالتعجيل في إنشاء ملحقة لشبه الطبي لتدارك العجز المسجل في هذا المجال، داعيا القائمين على القطاع إلى ضرورة تسجيل احتياجات الولاية في مجال التأطير الطبي واقتراح مشاريع لمنشآت صحية جديدة، ويتوفر على العديد من الأجنحة تخص العلاج بالأشعة والعمليات الجراحية والفحص والاستعجالات، بالإضافة إلى مخبر ومكتب للاستعلامات وجناح للتكوين حسب البطاقة التقنية للمشروع، ويضمن المستشفى المختص في أمراض العيون يوميا ما بين 300 إلى 500 فحص طبي وما بين 30 إلى 40 عملية جراحية يوميا، ومن المنتظر أن يتدعم قريبا بفريق طبي كوبي يتكون من 84 طبيبا، حسب توضيحات مسؤولي قطاع الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالولاية. مبعوث "المساء" إلى الوادي: م/ بوسلان