كرمت قناة ”الميادين” اللبنانية المجاهدة الجزائرية جميلة بوحيرد، في احتفال أقامته مساء أول أمس بقصر اليونيسكو في بيروت، عبر برنامج جديد عنوانه ”جدارة الحياة”، إذ حظيت أيقونة الثورة الجزائرية بأول تكريم من نوعه تقوم به مؤسسة إعلامية، بحضور فعاليات سياسية، إعلامية، ثقافية، اجتماعية عربية وأممية. استعرضت قناة ”الميادين” تحت عنوان ”فلسفة التكريم” حياة بوحيرد التي ساهمت على نحو مباشر وفاعل في الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي في الجزائر، حيث ولدت عام 1935 في القصبة، في الجزائر. وفي عام 1954، بدأت الثورة الجزائرية وانضمت إلى صفوف جبهة التحرر الوطني فأصبحت المطلوبة رقم واحد بسبب بطولاتها في المعارك. وبعد إلقاء القبض عليها بعد إصابتها بالرصاص، حكم عليها بالإعدام، لكن بسبب ضغط الملايين ولجنة حقوق الإنسان، رحلت إلى فرنسا عام 1960، وفي سنة 1962، أطلق سراحها بعد إعلان استقلال الجزائر لتتولى بعدها رئاسة اتحاد المرأة الجزائري. قالت جميلة بوحيرد عن التكريم بأنه موجه للجزائر ولكل الجزائريين والجزائريات الذين ناضلوا وصمدوا في وجه الموت حتى يعيدوا للجزائر استقلالها وشرفها. أعقبه شهادات ببوحيرد التي اعتبرت أن ”جميلة بوحيرد هي رمز كبير من رموز المقاومة وناضلت من أجل بلادها وعزة وطنها”، وأضافوا أنها ”من اللواتي لعبن دورا عظيما في العالم العربي، لذلك تعتبر رمزا للنضال في عالمنا العربي”. وقالت عنها نائبة رئيسة الاتحاد النسائي العالمي - الهنداني رجا، والرئيسة السابقة للجنة حقوق المرأة اللبنانية ليندا مطر، والشاعر الفلسطيني سميح القاسم والفنانة جوليا بطرس ورئيسة فرع البرازيل في الشبكة العالمية للمثقفين والأدباء دفاعا عن الإنسانية والنائب في البرلمان البريطاني جورج غالاوي الذين أشاروا إلى أن بوحيرد ”ناضلت واستبسلت من أجل عزة وطنها واستقلال بلادها، والنضال لا يكون إلا بالجهاد والقتال، حيث استفاد من نضالاتها كل أحرار العالم، كما تعتبر منبعا للحياة السياسية والثقافية في العالم العربي، لذلك تعد رمزا من رموز ثقافتنا وإنسانيتنا وتستحق كل التكريم والتخليد، كما أثبتت أن المرأة العربية لديها كل الإمكانات لتخدم وطنها وشعبها، لذا تعتبر رمز المقاومة والصمود والعزة والكرامة”. وشكرت الدكتورة اليدا غيفارا ابنة الراحل أرنستو تشي غيفارا في كلمة ألقتها، دعوتها إلى ”هذا الاحتفال التكريمي للسيدة المجاهدة والمناضلة جميلة بوحيرد من قناة ”الميادين” العربية التي ترفع بفخر راية الحضارة العربية بغية تكريم امرأة عظيمة ناضلت بكل جدارة ضد الاستعمار الفرنسي، لتخليد امرأة عربية حطمت كل الحواجز المصطنعة”، وقالت: ”أنا متفائلة مع الشعوب المضطهدة التي تناضل من أجل قضاياها العادلة ومواصلة الكفاح من أجل عالم أكثر عدلا وحرية”. أما غسان بن جدو رئيس مجلس إدارة قناة ”الميادين”، فقال: ”تكريم جميلة بوحيرد ليس مجرد استعادة للتاريخ على أهميته، ولا محاكاة حاضر ننخرط فيه بقوة وبلا تلكأ في الموقف، إنها رسالة إلى جيل غدنا، فغدنا يبدأ اليوم”. وحضر الحفل عدد من الطاقم الوزاري في الحكومة اللبنانية، إضافة إلى فعاليات وشخصيات سياسية، ثقافية، حزبية، اجتماعية، إلى جانب كتاب، صحافيين، شعراء وأدباء من لبنان والعالم العربي، وحشد من المهتمين ومنظمي الحفل.