عرضت قناة الميادين سهرة الميلي، «مهرجانا تكريميا للمناضلة جميلة بوحيرد»، احتضنه «قصر الأونيسكو» ببيروت، حيث نقلت فعاليات الحدث مباشرة على الهواء، حضور ابنة الثائر الكوبي تشي غيفارا، فضلا عن مختلف قادة الأحزاب ومنظمات سياسية وشبابية ونسائية، ومناضلين عرب. أفردت «الميادين» برنامجا خاصا لتكريم كبار الشخصيات الذين يشهد لهم التاريخ بنضالهم، حيث افتتحت القناة تكريمها بالمجاهدة جميلة بوحيرد، التي أمضت سنوات طويلة في مواجهة الاستعمار. جميلة بوحيرد لم تتمالك نفسها تنصت إلى شهادات تشيد بالمرأة الجزائرية المناضلة، جعلتها تذرف دموع الفرح لهذا التكريم الذي يعتبر لها تكريما للثورة الجزائرية ولثوارها، حيث قالت بعد أن سلمها رئيس مجلس إدارة القناة، غسان بن جدو درع التكريم «أعتذر منكم لأنني سأتحدث اللغة الفرنسية التي أخذتها عن فرنسا رغما عني، فأنا لا أجيد اللغة العربية وأتحدث فقط اللهجة العاصمية، لهجة قصبة الجزائر العاصمة التي لا تفهمونها». وأشارت السيدة بوحيرد إلى أن التكريم ليس لشخصها، وإنما هو موجه لكل الجزائريين، ويبرز مدى العلاقات الطيبة بين الجزائر ولبنان، وأثنت في ذات السياق على الشعب اللبناني، الذي ما فتئ يتطور رغم الضغوطات الموجهة له لضرب استقراره، حيث المجاهدة كل من يناضلون من أجل وحدة هذا البلد، مشيرة إلى أن زيارتها الأولى للبنان حملت نظرة جيدة وذكريات شعب يرغب في العيش والاستقلال. «جميلة روح الثورة، لم تتغير، مازالت شابة بذاكرة قوية، الوجع ما زال في القلب»..، بهذه الكلمات صور ريبورتاج لقناة «الميادين» شخصية المناضلة جميلة بوحيرد»، مشيرا إلى أنها أيقونة تريد أن تبقى حارسة لذاكرة الثوار، ورمز كبير في تاريخ العرب، كما أنها رمز من رموز حرب التحرير في الجزائر. المهرجان الشعبي الثقافي الفني، الذي حمّل عنوان «جدارة الحياة» استعرض إلى جانب حياة البطلة بوحيرد وشاهدات عنها، تاريخ الثورة الجزائرية، ونضالات أبنائها الثور، من خلال عرض فيلم «معركة الجزائر» الذي يلخص عظمة الثورة التحريرية الكبرى. من جانب آخر، قال رئيس مجلس إدارة القناة، غسان بن جدو، أنه تفاجأ لامتلاء القاعة عن آخرها، بشخصيات عبرت عن حبها لجميلة بوحيرد، وأشار إلى أن «الميادين» إنما تحتفي ببوحيرد وفي ذات الوقت احتفاء بأجيالنا وبأمتنا، قائلا الثورة الجزائرية وحدت الأمة العربية بأكملها وليس فقط الجزائر». وأضاف بن جدو، أن تكريم الميادين لها هو تكريم منها لنا، فالمجاهدة بوحيرد تستحق كل الحب والوفاء والتكريم، كونها رمز للكرامة والعنفوان والنقاء الثوري في زمن الثورات العربية الملتبسة.