طالب مدير الأمن العمومي ومراقب الشرطة بالمديرية العامة للأمن الوطني، عيسى نايلي، يوم الخميس الفارط، بقسنطينة، بضرورة التحلي بالروح الرياضية داخل الملاعب، وتحمل المسؤولية من كافة الأطراف لتفادي أي أحداث مأساوية يمكن أن تتطور خلال مقابلات كرة القدم. واعتبر عيسى نايلي، على هامش انعقاد الملتقى الجهوي الثاني لجائزة الأمن الوطني للروح الرياضية المنظم بمقر الوحدة الجمهورية الخامسة عشرة للأمن الواقعة بمدخل المدينة الجديدة علي منجلي قسنطينة، بمشاركة مدراء مركزيين من المديرية العامة للأمن الوطني، أن مديرية الأمن الوطني تأمل من خلال هذه الجائزة في تحقيق عدد من الأهداف النبيلة، على غرار المساعدة على توفير الشروط اللازمة وإعطاء فرصة سانحة للقضاء على أعمال الشغب والعنف بمحيط وداخل الملاعب الجزائرية وحث المناصرين على التحلي بالسلوك السوي. من جهته، أكد المدير الولائي للأمن بولاية قسنطينة، مصطفى بن عيني، على أهمية مثل هذه الملتقيات بمشاركة كل الأطراف الفعالة، في تشجيع ثقافة الروح الرياضية، مضيفا أن التكنولوجيا الحديثة كانت في خدمة الرياضة، حيث أثنى على الدور الكبير الذي تقوم به كاميرات المراقبة في حفظ الأمن ومحاربة الشغب داخل الملاعب، وأكد بن عيني الذي تحدث عن تجربة ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، حيث تجمع الكاميرات مختلف الصور عن الملعب ومحيطه داخل استوديو بالقرب من غرف تغيير ملابس اللاعبين، على أنه يتم نقل نفس الصور على المباشر إلى استوديو بالمديرية الولائية للأمن لاتخاذ الإجراءات اللازمة في حالة أي تصرفات خارجة عن المألوف. وأثنى قائد شباب قسنطينة السابق، العايب سليم، خلال هذا الملتقى الذي حضره مفتشون وإطارات أمنية من 15 ولاية شرقية، شخصيات وطنية، ممثلو العديد من الأندية الرياضية الكروية الجزائرية، جمعيات المناصرين ولاعبون قدامى في رياضة كرة القدم، على الروح الرياضية الكبيرة التي تحلى بها أنصار شباب قسنطينة خلال السنوات الأخيرة والتي مكنتهم من حصد جائزة الروح الرياضية الموسم الفارط، مطالبا إياهم ببذل المزيد لإعطاء صورة لائقة عن هذا الفريق الذي تضرب جذوره في أعماق التاريخ، مشددا على دور اللاعب في إعطاء صورة مثلى وسلوك حضاري وفق حوار رياضي راق وكذا دور المسيرين في الحفاظ على الروح الرياضية، معتبرا أن المناصر حلقة تابعة لتصرفات اللاعبين والمسيرين داخل المستطيل الأخضر. من جهته، اعتبر ممثل الروح الرياضية للاتحادية الدولية لكرة الدم ولاعب وفاق سطيف السابق، عبد الحميد صالحي، أن كرة القدم لا تتطور إلا في ظل وجود الظروف الملائمة وعلى رأسها توفر الأمن داخل الملاعب وتحلي الأنصار بالروح الرياضية المثلى، وبذلك جعل الملاعب فسحة للراحة، التنزه والترفيه ليس للشباب فقط وإنما لكل أفراد الأسرة على شكل ما هو حادث في مختلف الدول الأوروبية. وأكد رئيس لجنة أنصار اتحاد الشاوية، أن بعض الظروف ساهمت في تطور العنف داخل الملاعب، خاصة غياب المرافق الضرورية داخل الملاعب الجزائرية من مراحيض ومطاعم وغيرها، والتي تسبب إزعاجا للمناصر قبل بداية وأثناء اللقاء، مضيفا أن المناصر الذي يدخل الملعب قبل أربع ساعات وفي ظروف أقل ما يقال عنها أنها مزرية بسبب التزاحم والتدافع مرورا بأبواب قليلة وضيقة، يتحول إلى عنصر منفعل بسبب هذه الأمور وأصغر شرارة تؤدي إلى انفلات أعصابه يترجمها في أعمال شغب وسب وشتم. واعتبر المتدخل أن أعمال الشغب رغم هذه الظروف المتحكم فيها غير مبررة تماما لأن كرة القدم هي رياضة ترفيهية لا أكثر ولا أقل. وقد تطرق المتدخلون، خلال هذا الملتقى، إلى الخطوط العريضة للاستراتيجية المعتمدة من قبل الأمن الوطني لتعزيز مخططات تأمين الملاعب ومحاربة العنف وترسيخ ثقافة الروح الرياضية التي خصصت لها جائزة من طرف مديرية الأمن فازت بها الموسم الفارط 6 أندية من الرابطتين الأولى والثانية، حيث حاز شباب قسنطينة على جائزة الروح الرياضية للأنصار. للإشارة، قد افتتح الملتقى من طرف والتي قسنطينة ووزيرة تهيئة الإقليم والبيئة، التي كانت في زيارة عمل وتفقد إلى ولاية قسنطينة، والتي أكدت على المجهودات التي تبذلها الدولة والمشاريع العديدة المبرمجة من أجل تغيير وجه عاصمة الشرق وأم الحواضر إلى الصورة التي يتطلع إليها المواطن.