تبقى دوائر الجهة الشرقية لولاية المدية من سيدي نعمان، مرورا ببني سليمان السواقي، فالقلب الكبير والعزيزية، وصولا إلى تابلاط، تواجه عدة نقائص، تعلق عموما بالتزود بالضروريات وتوفير بعض المرافق العمومية، رغم الكثافة السكانية المتزايدة وزيارة المسؤولين لها للقضاء عليها. يرى بعض المهتمين بالشأن المحلي أن هذه المشاكل تستوجب تدخل المصالح المركزية، لأن لا رؤساء الدوائر ولا البلديات بإمكانهم حلها، وليس باستطاعتهم تحمل الشكاوى التي كان يودعها المواطنون، رغم أن الجهة الشرقية للولاية التاريخية العريقة تحوي 6 دوائر تتفرع عنها أزيد من 12 بلدية، أي بمجموع كلي يصل إلى 18 بلدية تفتقر إلى التغطية بالغاز الطبيعي. ورغم الوعود المتكررة، إلا أن تجسيد مشروع الربط لم ينطلق بعد ببلديتي سيدي زهار وجواب اللتين استفادتا من الغاز الطبيعي في إطار مشروع الهضاب العليا، ليبقى سكان البلديات الأخرى يواجهون مشكل البحث عن قارورات البوتان كلما حل فصل الشتاء، حيث أن العاصفة الثلجية التي شهدتها المدية عام 2011، كشفت الستار عن وجه كبير للمتاعب التي تبقى ولا تزال مستمرة. وحسب تقديرات المسؤولين المحلين، كان من المفترض أن يتم ربط الجهة الشرقية بالغاز الطبيعي قبل نهاية 2012، لكن نحن اليوم على مشارف دخول سنة 2014 والمشروع لا يزال في المهد، وكل المؤشرات تقول بأن الربط بالغاز سيتأجل ربما حتى سنة 2015. ومن النقائص المتشابهة بهذه البلديات، محطات نقل المسافرين، فرغم وجود أزيد من 1000 حافلة تعمل عبر عدة خطوط نقل بين بلديات الدوائر المذكورة، إلا أن هذه الأخيرة تفتقر إلى محطات لنقل المسافرين، وخير مثال دوائر القلب الكبير، تابلاط وسيدي نعمان، محطات نقل المسافرين بهذه الدوائر عبارة عن مواقف فوضوية تشوبها الكثير من النقائص، فلا ملاجئ واقية للمسافرين ولا مراحيض ولا أماكن مخصصة للحافلات. ومن بين المشاكل المسجلة ببلديات دوائر الجهة الشرقية لولاية المدية، مشكل ندرة المياه الذي يبقى يرمي بظلاله على المنطقة، رغم انطلاق عدة مشاريع في هذا الشأن، منها ربط بوغزول بسد كدية أسردون، من المنتظر أن تستفيد منه بلديات الجهة الشرقية، غير أن عملية الربط طالت، إضافة إلى مشروع سد وادي المالح ببلدية بني سليمان المنتظر منه الكثير، والذي لا يزال يسير بخطى السلحفاة، حيث يعول على هذا المشروع انعاش الفلاحة ووضع حد نهائي لأزمة المياه بهذه البلديات. إلى جانب ذلك، يظل مشكل العقار يعطل العديد من المشاريع المحلية، لاسيما بدائرة تابلاط التي توجد بمنطقة جبلية تتميز بتضاريس وعرة، في حين تعود ملكية الأراضي بالبلديات الأخرى إلى الخواص الذين يرفضون التنازل عنها، مما يرهن مشاريع هامة، خاصة السكنية.