ستحتضن ولاية وهران في الخامس عشر من الشهر الجاري، ملتقى دراسيا وطنيا حول موضوع "سجن الصيادلة" الذي ستشرف على تنظيمه الفيدرالية الوطنية للصيادلة، وحسبما أكدته رئيسة الفيدرالية السيدة نور الهدى معزيز، فإن هذا الملتقى سيجمع أصحاب المهنة، ممارسيها وممثلين عن جهاز الأمن الوطني، بالإضافة إلى مختصين من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. يهدف الملتقى، حسب المصدر، إلى جانب مختصين في القانون من مختلف ولايات الوطن، إلى تشريح أسباب تفاقم ظاهرة الزج بالصيادلة في السجن بسبب تورطهم في قضايا تتعلق بممارسة أخطاء مهنية، حيث وصل عددهم إلى 30 صيدليا على المستوى الوطني خلال العام المنصرم، مما يستدعي دق ناقوس الخطر، بالنظر إلى التهديدات التي أصبحت تحيط بممارسي المهنة بحجة بيع الأدوية دون وصفات طبية أو أخطاء تقع عادة أثناء عملية تسليم وبيع الأدوية. كما سيتم خلال أشغال هذا الملتقى الدراسي مناقشة العديد من النقاط الأخرى التي تخص واقع الصيدلي، لاسيما ما يتعلق بالأحكام القضائية الصادرة في حقه والمشاكل المهنية الأخرى التي تواجه الصيدلي أثناء أدائه لمهنته. سبق أن نددت الفيدرالية الوطنية للصيادلة بالأحكام القضائية الصادرة في حق العديد منهم ببعض ولايات الوطن، على غرار الحادثة التي عاشها صيدلي من ولاية تلمسان، صدر في حقه مؤخرا حكم بعقوبة السجن النافذ بتهمة بيع الأقراص المهدئة، إلى جانب صيدلي آخر بولاية وهران، وهي النماذج التي أثارت ضجة كبيرة وسط ممارسي المهنة من الصيادلة الذين عبروا عن استيائهم من هذا الوضع الذي أصبح يهدد حريتهم ومستقبلهم المهني. وفي هذا الشأن، قامت مؤخرا مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بولاية وهران، بإحصاء ما لا يقل عن 98 وكالة صيدلانية تنشط عبر أحياء الولاية، تطبيقا لبرنامجها الخاص بمتابعة الهياكل الصحية، شبه الصحية وغيرها من المؤسسات التي لها علاقة بالقطاع، نظرا للتجاوزات المرتكبة من قبل مسيري الصيدليات، حيث قامت المديرية الوصية بعدة دوريات مراقبة على الصيدليات بغية فرض النظام القانوني الذي يضبطها حتى تقضي على ظاهرة بيع الأقراص المهدئة التي انتشرت بشكل كبير في المدة الأخيرة. وألزمت فرق المراقبة مسيري الصيدليات باحترام الشروط والالتزامات المفروضة عليها، لاسيما ما يتعلق منها بتقديم الأدوية التي يحتاجها المريض دون وصفة طبية، حسبما أكدته المكلفة بالإعلام على مستوى مديرية الصحة، السيدة بن قني عائشة، حيث حذرت من عدم الامتثال لهذه التعليمات بعدما تم استحداث لجنة مكونة من ممثلين عن عدة مصالح، تتكفل بردع المخالفين في حالة تسجيل أي مخالفة من هذا النوع، وجاء هذا الإجراء بعدما أضحى كل مواطن يقتني المهدئات دون استشارة من الطبيب المعالج وبكل سهولة يجد ما يحتاجه لدى الصيدلية القريبة من مقر سكناه. ومن ضمن التدابير الجديدة المفروضة على الوكالات الصيدلانية، حسب مدير الصحة لولاية وهران، ضرورة تقيّد أصحابها بتسجيل هوية المريض عن طريق تسلم نسخة من بطاقة التعريف الوطنية، إضافة إلى إخضاعه للمراقبة الطبية بمركز الدفع للوكالة الولائية لصندوق الضمان الاجتماعي، حتى يستطيع هذا الأخير اقتناء الدواء المحدد في الوصفة كإجراء وقائي اتخذته الجهات الطبية للتقليص من ظاهرة ترويج الأقراص المهلوسة وسط الشباب. وبهذه الطريقة، لم يعد باستطاعة الصيدليات تقديم هذا النوع من الأدوية دون اتباع المراحل المحددة والمفروضة عليها، خاصة أنها مجبرة على تسجيل كل ما يخص هذه العملية في سجل خاص تراقبه باستمرار اللجنة التنفيذية المنصبة خصيصا لضبط هذه الاختلالات.