سلال يتأسف لحالة الطرق والأرصفة ويقول إنها لا تعكس وجه الجزائر تأسّف الوزير الأول السيد عبد المالك سلال لحالة الأرصفة والطرقات بولاية الطارف. وقال مخاطبا المجتمع المدني للولاية، إن ما شاهده في هذا الإطار لا يعكس الوجه الحقيقي للجزائر، داعيا إلى تصحيح كل الاختلالات ومعالجة التقصير في هذا المجال، لافتا النظر إلى الإمكانات الكبيرة للولاية وكذا الإنجازات الهامة التي عرفتها. وذكر السيد سلال في هذا اللقاء، أن هناك برنامجا تنمويا جديدا سينطلق ابتداء من سنة 2014، من شأنه أن يسمح بتدارك كل النقائص المسجلة في مجال التنمية، مؤكدا أنه هنا للاستماع إلى كافة الانشغالات المطروحة. وفي انتظار ذلك تم اعتماد برنامج إضافي للولاية بقيمة 30.5 مليار دج. وأدى الوزير الأول رفقة وفد من الحكومة، زيارة إلى ولاية الطارف، تميّزت بمعاينة عدة مشاريع في قطاعات مختلفة، ومكّنت الوفد من الاطلاع على حقيقة الوضع التنموي بهذه الولاية الحدودية، المتميزة بثرواتها الطبيعية والبيئية. واستُهلت الزيارة بالتوجه إلى بلدية البسباس، حيث عاين مشروع إنجاز مستشفى بطاقة 240 سريرا، إلى جانب تفقّده مستثمرة فلاحية. وفي موقع المستشفى الذي يجري إنجازه من طرف شركة صينية، كان الاهتمام الأكبر للوزير الأول هو تاريخ انتهاء الأشغال، حيث تحدّث مع المعنيين كثيرا حول هذا الموضوع، وشدّد على ضرورة احترام آجال الإنجاز. وردا على ذلك، طمأن المسؤولون السيد سلال، مؤكدين على أن المستشفى سيتم استلامه في شهر جوان المقبل، مع العلم أن أشغاله أُطلقت في أوت 2009 بكلفة تتجاوز 2,67 مليار دج، وبلغت نسبة أشغاله لحد الآن حوالي 88 بالمائة، وكانت الأشغال توقفت في 2013 لأسباب تتعلق بالتمويل. من جهة أخرى، أكد الوزير الأول على ضرورة ضمان تكوين جيد للموظفين، لاسيما الأعوان شبه الطبيين، الذين سيتعينون بهذا الهيكل الصحي. كما تساءل عن مدى توفير الظروف اللازمة لاستقبال الأخصائيين. وفي هذا الصدد، أكد المسؤولون المحليون أنه تم تخصيص أرضية قرب المستشفى لبناء عشرين مسكنا خاصا بهم. وسيضم هذا المستشفى التابع للمركز الاستشفائي الجامعي لعنابة والمزوَّد ب240 سريرا، جميع مصالح الرعاية القاعدية كطب النساء والتوليد، الجراحة العامة، الطب الداخلي، طب الأطفال والتصوير بالأشعة، وكذا العديد من التجهيزات، منها مخبر موجَّه لتحسين التغطية الصحية عبر ولاية الطارف. ويُرتقب أن تستحدث هذه المنشأة 450 منصب شغل دائم.وبنفس البلدية، زار مستثمرة فلاحية لأحد الخواص متخصصة في زراعة الأشجار المثمرة، تتربع على 80 هكتارا، 76 منها مساحة فلاحية صالحة للزراعة.وهناك غرس الوزير الأول رمزيا شجرة زيتون، قبل أن يشدد على ضرورة الحفاظ على الغطاء الغابي لهذه الولاية. ودعا المسؤولين المحليين للقطاع إلى بذل الجهود الكفيلة بالمحافظة على المناطق الرطبة المصنَّفة ضمن "رامسار". كما شدّد على ضرورة تنمية الغابات التي ستستفيد من إمكانات هامة في إطار البرنامج الخماسي المقبل، وأيضا على توسعة المناطق المسقية. وبكدية الدراوش، عاين الوزير الأول محطة لتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة الحرارية ذات الدورة المركّبة ب1140 ميغاواط، إضافة إلى الأنبوب الناقل للغاز "جي كا 3"، الرابط بين حاسي الرمل (الأغواط) والطارف. وهناك أكد أن تحسن مستوى معيشة الجزائريين أدى إلى كثرة الطلب على الكهرباء، وهو ما يتطلب تطوير القدرات في هذا المجال؛ للاستجابة لهذا الطلب المتنامي. لذا طالب بالاستفادة إلى أقصى حد من هذه المحطة واستغلالها أحسن استغلال، لاسيما أنها أُنجزت بمعايير دولية، كما خُصص لها مبلغ مالي كبير قُدر ب187 مليار دج، و2 مليار دولار أمريكي. وشدّد، عند حديثه مع مسؤولي المحطة، على ضرورة الاهتمام بحماية البيئة، بالنظر إلى الطابع الملوّث لهذا النوع من المحطات، خاصة أن موقعها يوجد قبالة أحد شواطئ الولاية المعروفة بثرواتها البحرية المتعددة، ومنها المرجان.وألحّ الوزير الأول على "الاستغلال العقلاني والذكي" لهذا التجهيز، الذي "سيقدّم العديد من الخدمات لقطاعات نشاطات أخرى، مثل تربية المائيات أو إنتاج السمك المملَّح". وتم التأكيد بهذا الموقع على أهمية هذه المنشأة، التي تُعد مكسبا بالغ الأهمية من أجل الأمن الطاقوي للبلاد، واستمرار الخدمة في ذات المجال.وغير بعيد عن هذا الموقع، تفقّد الوزير الأول الأنبوب الناقل للغاز "جي كا 3" ب 48 بوصة، الذي يربط حاسي الرمل (الأغواط) بالطارف، ويمر عبر 5 بلديات بولاية الطارف على امتداد 67 كلم؛ حيث دعا إلى "ضرورة احترام البيئة".وقد أُنجز الأنبوب في ظرف 36 شهرا، بمبلغ 70 مليار دج و6ر2 مليار دولار، والذي يصل طوله الإجمالي إلى 784 كلم، وسيمر عبر 11 ولاية؛ وذلك لضمان تموين المحطات الكهربائية لكل من كدية الدراوش (الطارف) وفكيرينة (أم البواقي)، إضافة إلى المركّب الضخم للغاز الطبيعي المميّع بسكيكدة، والأنبوب الناقل للغاز، الذي سيموّن إيطاليا بشكل مباشر، بالغاز الطبيعي. وفي قطاع الموارد المائية، تفقّد الوفد مشروع بناء سد بوخروفة. وبعين المكان، ألح السيد سلال على ضرورة خفض آجال إنجاز هذه المنشأة المحددة ب 45 شهرا. ودعا إلى اتخاذ التدابير التقنية من أجل استعمال هذه المنشأة المختلطة في التموين بمياه الشرب وأيضا في السقي الفلاحي. كما طلب من المسؤولين المحليين عن القطاع التفكير من الآن في تدعيم سد بوخروفة؛ من أجل تأمين سهل الطارف وإنشاء المزيد من المشاتل. وقال بأن الدولة "تعوّل على قطاع الزراعة كثيرا؛ لذا يتعين على الفلاحين الانخراط أكثر من أجل تنمية هذا القطاع الاستراتيجي". وفي آخر محطات زيارته الميدانية للولاية، سلّم الوزير الأول رمزيا مفاتيح شاحنات مجهّزة بورشات لعشرة شبان مستفيدين ضمن أجهزة دعم التشغيل. وتمكن هذه التجهيزات من تجنيب الشباب المعنيين، مشقة البحث عن محل من أجل ممارسة نشاطات الترصيص الصحي والكهرباء وبيع السمك على وجه الخصوص. كما قام بتوزيع مفاتيح جرارات ومركبات لجمع الحليب، وذلك خلال زيارته لصالون المقاول الشاب، المنظَّم من طرف الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب بمدينة الطارف. وطاف الوفد الحكومي بأجنحة هذا الصالون، التي أبرزت مشاريع هامة، تمكن أصحابها من تجسيدها بفضل أجهزة دعم تشغيل الشباب، وذلك في قطاعات مختلفة، مثل البناء والأشغال العمومية والري والصناعة التقليدية والمنتجات الصيدلانية والنظافة والزراعة ورسكلة البلاستيك.كما حضر السيد سلال مراسم التوقيع على اتفاقيتي شراكة بين الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب وكل من جامعة الطارف واتصالات الجزائر، الأولى لإنشاء دار للمقاولاتية، والثانية لتطوير الاستثمار في مجالي تكنولوجيات الإعلام والاتصال والاتصالات السلكية واللاسلكية. وأثناء طوافه بالعديد من أجنحة هذا الصالون، حث الوزير الأول المقاولين الشباب على "المضيّ قدما"، وعلى تطوير نشاطاتهم من خلال حسن استغلال التدابير التي اتخذتها الدولة لمرافقتهم ودعمهم.