قرر المتعامل الفرنسي لخدمات الهاتف الثابت والأنترنت "فري"، توقيف خدمة الاتصالات اللامحدودة والمجانية نحو الجزائر ابتداء من أمس وتعويضها بخدمة الاتصال لمدة 10 ساعات فقط للشهر، بقيمة اشتراك تصل إلى 2,99 أورو، حسب بيان للمتعامل صدر عبر موقعه بشبكة الأنترنت، يُرجع القرار إلى الخسائر المالية التي تكبّدها بسبب اهتراء شبكة الاتصالات بالجزائر وتشبّعها، مما يجعل زبائنه يجدون صعوبة كبيرة في الاتصال. من جهته، نفى الرئيس المدير العام لمجمع اتصالات الجزائر السيد زواو مهمل، الاتهام، مؤكدا أن استراتيجية المتعامل لاستقطاب أكثر الدول طلبا من طرف الفرنسيين، كانت وراء خسارته. المتعامل الفرنسي "فري" الذي يوفر مجموعة من الخدمات التي تتماشى وتكنولوجيات الجيل الرابع للهاتف الثابت، وجد صعوبة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، في تحسين نوعية خدماته بالنسبة للاتصالات "فري بوكس"، "ريفوليشن" و«كريستال"، التي تسمح بالاستفادة من خدمات الأنترنت فائقة السرعة، بالإضافة إلى باقة من القنوات التلفزيونية الفضائية التابعة لعدة دول، ومنها الجزائر، والاتصالات نحو الهاتف الثابت لعدد من دول العالم على غرار الجزائر. وتَحجّج المتعامل في بيانه عن سبب تغيير خدمة الاتصالات المجانية واللامحدودة للجزائر، بوضعية شبكات الاتصالات التي لا تتماشى ونوعية الخدمات التي يقترحها المتعامل، الذي يحتل الريادة في سوق الاتصالات في فرنسا، مع العلم أنه الوحيد الذي كان يقترح مثل هذه الخدمات نحو الجزائر بالنظر إلى حجم الاتصالات ما بين الضفتين. من جهته، أكد الرئيس المدير العام لمجمع اتصالات الجزائر السيد زواو مهمل في اتصال مع "المساء"، أن تحميل المتعامل الفرنسي الشبكة الوطنية للاتصالات مسؤولية خسارته المالية، غير مبرَّر، من منطلق أن باقي المتعاملين الفرنسيين الذين تم توقيع اتفاقات معهم لتبادل الاتصالات، لا يشكون ذلك، بل العكس، هم السبّاقون إلى تجديد اتفاقيات. وبخصوص الإشكالية التي يعاني منها المتعامل "فري" يقول مهمل إنها تخص استراتيجيته في تعميم خدماته على دول العالم، فقد كان يُتوقع أن تكون الاتصالات بين فرنساوالجزائر محدودة رغم مجانيتها بالنظر إلى ثقافة الفرنسيين، الذين لا يستعملون كثيرا الهاتف الثابت في حياتهم اليومية، لكن بالنظر إلى العدد الهائل من أبناء الجالية الوطنية المقيمة في المهجر ومجانية الخدمة، تضاعف عدد الاتصالات من فرنسا إلى الجزائر من دون أن تكون هناك مداخيل إضافية للمتعامل، كما أن الخدمة المعنية أثرت كثيرا على باقي المتعاملين في سوق الهاتف الثابت، بعد تحوّل العديد من زبائنهم إلى المتعامل "فري". وبغرض استدراك الأمر، اتصل مسؤولو المتعامل الفرنسي بمجمع اتصالات الجزائر منذ فترة؛ بهدف إعداد اتفاقية، تسمح لكلا الطرفين بضمان توفير خدمة الاتصالات المجانية، ودفع حصة من الخسارة التي لحقت بالشركة خلال السنوات الفارطة، إلا أن الاقتراح تم رفضه، يقول السيد مهمل، من منطلق أنه لا يمكن تقديم خدمة بدون مقابل، وهو ما يتنافى واستراتيجية اتصالات الجزائر. وعن انعكاس تجميد الخدمة بالنظر إلى الروابط التي تطبع سكان الضفتين، أشار السيد مهمل إلى أن الخسائر ستكون مادية بالدرجة الأولى؛ من منطلق أن أبناء الجالية الوطنية يمكنهم استعمال باقي وسائل الاتصال المجانية، على غرار المواقع الاجتماعية عبر شبكة الأنترنت، مثل "سكايب" و«فيسبوك". ويُذكر أن شركة ‘'فري'' للتكنولوجيات الحديثة الفرنسية قررت سنة 2011، إقحام خدمة المكالمات المجانية واللامحدودة نحو الهاتف الثابت في الجزائر في عرضها "فريبوكس"؛ بهدف جلب أكبر عدد من الجالية الجزائريةبفرنسا. من جهتهما، أعلن المتعاملان "مانيفون" و«نويتل" الفرنسيان، عن إطلاق خدمات جديدة للاتصال بالهاتف عن طريق الأنترنت بسعر مكالمة محلية.