أكد المدير العام لمجمع اتصالات الجزائر، السيد زواو مهمل، أمس، أن إشكال اضطرابات الانترنت في الفترة الأخيرة راجع إلى حدوث بعض الأعطاب في الشبكة ولا علاقة له بتجارب متعاملي الهاتف النقال لخدمات الجيل الثالث، واعترف السيد مهمل باهتراء حصة كبيرة من شبكات الهاتف التي يتم استغلالها لتوزيع الانترنت، وهو الأمر الذي دفع بالمؤسسة منذ مدة إلى عقد اتفاقية مع الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب بهدف إنشاء أكثر من 50 مؤسسة صغيرة ومتوسطة في مجال الاتصال تعهد لها مهمة وضع الألياف البصرية وصيانتها مستقبلا في إطار المناولة، علما أن المجمع يسير اليوم أكثر من 50 ألف كيلومتر من الشبكات ويطمح لتدعيمها ب20 ألف كيلومتر أخرى خلال السنتين القادمتين لاستدراك التأخر. وقد أبدى المدير العام لمجمع اتصالات الجزائر في اتصال ب«المساء" أسفه لزبائن المجمع بعد تسجيل بعض الانقطاعات في خدمة الانترنت خلال الأيام الفارطة، وهو ما أرجعه إلى حدوث أعطاب بالشبكة التي ورثها المجمع منذ الاستقلال والتي بلغت نسبة متقدمة من الاهتراء، وأكد السيد زواو مهمل أن التدفق السيئ للانترنت في العديد من الحالات يرجع إلى حالة الشبكة المستعملة وهي نفسها التي كنا نستعملها لخدمة الهاتف الثابت ذات التوازن الترددي المنخفض. وبغرض تحسين نوعية تدفق الانترنت، يقول السيد مهمل، يجب أن تكون طاقة الشبكة تتلاءم والتدفق العالي، لذلك تم التفكير في اللجوء إلى خدمات الألياف البصرية التي يتم حاليا إيصالها عبر عدد من الأحياء الجديدة عبر كل البلديات التي تضم أكثر من ألف نسمة، لكن الإشكال الذي وجدناه على أرض الواقع هو فشل كل المناقصات الوطنية التي تم إطلاقها لاختيار شركات للمناولة في مجال وضع الألياف البصرية، ورغم توفر المبالغ المالية فقد تعطل المشروع، يقول المسؤول الأول عن المجمع، الأمر الذي دفع بالإدارة إلى البحث عن حلول تكنولوجية استعجالية في انتظار إيجاد شركات للمناولة. كما وعد السيد مهمل بتحسن نوعية تدفق الانترنت تدريجيا بعد صيانة شبكات الهاتف القديمة وإدماج تقنيات "امسان" و«أف تي تي اكس"، وفي مرحلة ثانية سيتم اقتراح حلول جزائرية للمواطنين حتى يتم استخلاف الحلول الأجنبية المتداولة حاليا، ولذات الغرض يتم حاليا الاتصال بعدد من المؤسسات التي لها طابع الخدمات والإدارات لتطوير حلول تكنولوجية يتم وضعها في متناول المواطن بما يخدم طبيعة انشغالاته اليومية. وبالنسبة لتدفق الشريط المار للانترنت، أشار المدير العام إلى أن الجزائر رفعت حصة التدفق إلى 130 جيغابايت وقد بلغت النسبة القصوى المستغلة 101 جيغابايت ويتوقع قبل نهاية السنة رفع نسبة التدفق إلى 150 جيغابايت، وعليه فإن الجزائر ليس لديها مشكلة بالنسبة لتدفق الشريط المار عكس ما هو مروج، ليبقي الرهان المرفوع اليوم هو تغيير الشبكات القديمة وتعميم الألياف البصرية بعد التوقيع مع ثلاثة متعاملين منهم أجنبيان لضمان طلبات المجمع من الألياف البصرية التي تسمح بنقل خدمات الهاتف والانترنت بنوعية جيدة. وقد حدد المجمع مع بداية السنة، 9 آلاف بلدية عبر التراب الوطني لربطها بكوابل الألياف البصرية على مسافة 10 آلاف كيلومتر، غير أن الأشغال اليوم تسير بخطى متثاقلة على حد تعبير السيد مهمل الذي يتوقع حل الإشكال بعد إنشاء 50 مؤسسة صغيرة ومتوسطة بالتنسيق مع الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب "أنساج" لتشجيع المناولة في هذا المجال. وعن تاريخ الانتهاء من كل مشاريع الربط بالشبكات الجديدة وتجديد الشبكات القديمة، توقع السيد مهمل بلوغ مستوى الدول المتقدمة في مجال خدمات الهاتف الثابت والانترنت سنة 2016 على أكثر تقدير